تتأهب المديرية العامة للدفاع المدني سنويا لمواجهة تحديات موسم الحج برفع إمكاناتها البشرية المدربة والمحترفة، وتحديث اسطول الإطفاء والإنقاذ بأحدث المركبات والآليات. وتشهد المديرية حراكا مختلفا هذه الأيام مع قرب إشراق شهر ذي الحجة، في حين أصبحت تجربة الدفاع المدني السعودي في الحج تقدم على طاولة البحث والنقاش دوليا. ومع تصاعد وتيرة التأهب كشف ل «عكاظ» مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبد الله التويجري تفاصيل خطته وما يزيد على 13 ألف ضابط وفرد ضمن فريق عمله الذي يصفه المراقبون بأنه ضخم ومؤهل. وينطلق الدفاع المدني في تنفيذ الخطة التي قادها واعتمدها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الرئيس الأعلى لمجلس الدفاع المدني. وأكد التويجري أن المديرية العامة للدفاع المدني أنهت استعداداتها لمواجهة أخطار وحالات الطوارئ المتوقعة في موسم حج هذا العام، مشددا على أن الخطة أخذت في الاعتبار التدابير والاحتياطات كافة التي يسعى رجال الدفاع المدني إلى أن تكفل سلامة وأمن الحجاج. ونبه مدير عام الدفاع المدني إلى أن العاملين في الحج ضباطا وأفرادا حريصون على تنفيذ الخطة باحترافية ودقة ليخرج أداء هذه الشعيرة بما يليق وروحانية المناسبة ويعكس اهتمام قيادة البلاد بحجاج بيت الله الحرام. وأعلن التويجري عن تهيئة المديرية العامة للدفاع المدني لأكثر من 460 مركزا في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة و المدينةالمنورة مجهزة بمختلف معدات الإنقاذ والسلامة، تفاصيل أكثر في الحوار التالي: • سنويا تعد المديرية العامة للدفاع المدني العدة بالخطط والمعدات والرجال لمواجهة أخطار وحالات الطوارئ في الحج، فما الجديد لموسم حج هذا العام 1431ه؟. يمثل أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام هدفا رئيسا لقادة البلاد، لذلك أعدت الخطة العامة لتنفيذ تدابير الدفاع المدني لمواجهة حالات الطوارئ لحج 1431ه، وتم اعتمادها من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا. وتأتي هذه الموافقة استمرارا لجهود الأمير نايف ومتابعته الدقيقة لكل ما من شأنه تحقيق هذا الهدف بتوجيهات ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية . وتهدف الخطة إلى اتخاذ التدابير والإجراءات كافة لحماية الحجاج والمواطنين وتوفير السلامة لهم من كل أخطار الحوادث والكوارث، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وذلك باتباع أفضل السبل لإنجاحها، مع قدر كبير من التنسيق بين الجهات المعنية بتنفيذ التدابير لمواجهة ما قد يحدث من طوارئ بكل كفاءة واقتدار. وعلى ضوء دراسات الرصد والاستشعار والتحليل التي تنفذها الأجهزة المختصة في الدفاع المدني ممثلة في إدارة تحليل المخاطر، حصرنا 12 افتراضا للمخاطر المحتملة في موسم حج هذا العام، وتشمل: أخطار طبيعية مثل الأمطار والسيول أو انهيار الصخور في المناطق ذات الطبيعة الجبلية، والأخطار الناجمة عن بعض السلوكيات الخاطئة مثل الحرائق الناجمة عن استعمال مواقد الغاز المسال أو غيرها في المخيمات وكذلك المخاطر الناجمة عن الافتراش والتدافع والزحام في المشاعر المقدسة، وما يطرأ من حوادث أخرى أيا كان سببها، بإجراءات وقائية وجاهزية كاملة للتعامل معها، مع الأخذ في الاعتبار أن اجتماع هذا العدد الكبير من الحجاج يمثل تحديا كبيرا لرصد وتوقع المخاطر المحتملة.. وهو ما نحاول استيعابه بعدد من الخطط التفصيلية الملحقة بالخطة العامة للدفاع المدني في الحج. فضلا عن تهيئة العاملين الميدانيين بتقديم الخدمات الكاملة توافقا مع متطلبات ونوعية المسكن وعادات وتقاليد حجاج كل دولة على حدة وكيفية التعامل مع توزيع الوحدات والمراكز الميدانية الثابتة والمتحركة بناء على الطبيعة الجغرافية والمنظومة المعلوماتية التي يتطلبها الموقف. وكذلك تنفيذ خطط التوعية الوقائية لتوعية ضيوف الرحمن ضمن منظومة خططية باستخدام التقنية الفنية ونظم الرسائل التوعوية الهادفة والشاشات واللوحات النقطية وإضافة النشرات والملصقات التي تطبع بلغات عدة وصلت إلى 13 لغة توزع على الحجاج، تراعي اختلاف وعي وثقافة الحجاج، في مقر سكنهم ومخيماتهم . واستخدام مكبرات الصوت المتنقلة لبث الرسائل التوعوية وهناك تنسيق مع وزارات المالية والصحة والحج والداخلية لتجهيز هذه المراكز بكل مستلزماتها من إمكانات فنية وبشرية وتأمينها بكل معدات الأمن والسلامة والخدمات الصحية وكذلك استخدام وسائل الإنذار مع ما يتطلبه الموقف بالوسائل المتاحة من خلال وسائل الإعلام المقروءة أو المسموعة أو المرئية وصافرات الإنذار المحمولة والدوريات والشاشات ورسائل sms لإيصال التنبيهات والتحذيرات حسب ما يتطلبه الموقف. • طالما الحديث عن الخطة والاحتياطات التي تسعون من خلالها منع أية كارثة لا قدر الله لذا نود أن تحدثونا عن العمليات الميدانية كيف ستكون؟. لا شك أن العمليات الميدانية ستكون من خلال الاستعداد لمواجهة المخاطر المحتملة منها، الضرورية عند وقوع الحادث وأي طارئ لا قدر الله بتهيئة أكثر من 13 ألف مشارك من الضباط والأفراد والموظفين و 460 مركزا للدفاع المدني في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينةالمنورة، مجهزة بجميع معدات الإنقاذ والسلامة والإسعاف والإطفاء والإنقاذ المائي، إضافة إلى الوحدات المتخصصة في التعامل مع المواد الخطرة، وقوات المهمات الخاصة، ووحدات متخصصة في مجالات أخرى، مثل طيران الدفاع المدني العمودي المشاركة في حج هذا العام بخمس عشرة طائرة نواة لمنظومة طيران حديثة تعتمد على الخبرات والقدرات التراكمية الكبيرة أو التي تستوجب التدخل السريع أثناء الليل والظروف الصعبة والمزودة بتكنولوجيا وتجهيزات تمنح قائد الطائرة إمكانات هائلة في العمليات وتتيح رؤية الأعاصير والصواعق ورصد قوتها، بحيث يستطيع قائد الطائرة تجنبها بالإضافة إلى الكاميرات الحرارية لرؤية الأهداف المطلوب إنقاذها ليلا، وهناك أنظمة خاصة للرؤية الليلية والتي تفيد كثيرا في أداء المهمات الليلية. كما يعمل الدفاع المدني من منطلق تطبيق المفهوم التعريفي الشامل للدفاع المدني فإنه يتضح من إجراءات الدفاع المدني كمسؤولية جماعية لا تنفذ بها جهة بمفردها من دون غيرها، وإنما هي أعمال مشتركة لمواجهة الحالات الطارئة، حيث يبلغ عدد الجهات المشاركة في تنفيذ تدابير الدفاع المدني في المشاعر أكثر من 18 وزارة ومصلحة، مضيفا أنه يوجد عدد من الخطط الملحقة بالخطة العامة تأتي لاستشراف كل المخاطر المحتملة. • الفنادق والبنايات السكنية في المشاعر المقدسة شاهقة وتشكل تحديا خلال موسم الحج فما هي الآلية المتبعة للتأكد من تطبيق أنظمة السلامة فيها ومدى سلامة جاهزيتها؟. جميع المنشآت السكنية والاستثمارية تخضع لمنظومة الإشراف الوقائي من بداية فكرة إنشاء المشروع، حيث ترسل المكاتب الهندسية موقع وتصاميم المشاريع الميدانية للدفاع المدني وتتم إجازة الموقع من حيث مناسبته لنوع المنشأة، وتجرى دراسة المخططات والتأكد من مطابقتها للوائح السلامة وإعطاء المالك التعليمات بمتطلبات السلامة أثناء الإنشاء بما يتناسب مع المنشأة والطاقة الاستيعابية والمتابعة حتى يكون خاضعا للإشراف الوقائي وجاهزا يصرح له، وهذه الاشتراطات تهدف بالأساس إلى حماية الأرواح ولما لها من آثار جانبية في الوقاية من الحريق وهناك إجراءات حازمة يتم تنفيذها بالتعاون مع قوات الدفاع المدني بالحج وكافة الجهات الأمنية الأخرى، حيث يمنع دخول الغاز إلى المشاعر المقدسة إنفاذا لتوجيهات المقام السامي. وتنفذ جولات تفتيشية داخل الخيام للتأكد من خلوها من الغاز وضبط المخالفين ومصادرة مواقد الغاز إضافة لتطبيق الغرامات المالية ويمكن استخدام البدائل الأخرى، أما ما يخص مشعر عرفات في ظل انتشار الخيام التقليدية فقد راعت خطة حج هذا العام اتخاذ كافة التدابير الوقائية من خلال قيادة متخصصة تتولى التنسيق مع مؤسسات الطوافة للتأكد من توفير اشتراطات السلامة اللازمة للوقاية من مخاطر الحريق، إضافة إلى الاستعداد التام لأعمال الإخلاء والإيواء في حالة حدوث أي طارئ. • إلى أي مدى استفدتم من تقنية المعلومات في مجال الدفاع المدني خصوصا في مواسم الحج..؟. هناك استفادة كبيرة للتقنية في مجال أعمال الدفاع المدني لعل من أهمها نظام المعلومات الجغرافي GiS والذي يقوم على بناء قواعد معلوماتية جغرافية مكانية وربطها بالمعلومات البيانية للعديد من المعالم الرئيسة والمنشآت الحيوية والسكانية ويتم تطبيق هذا النظام في أعمال الدفاع المدني في مجالات عدة، منها على سبيل المثال لا الحصر تحديد المواقع المهمة والحيوية، إضافة لتحديد أقرب الطرق للوصول إلى مواقع الحادث بأسرع ما يمكن، وتحديد مواقع تجمعات الأمطار وجريان السيول والأودية، وغيرها من المجالات التخطيطية التي تساعد في بناء خطط وقائية. كما يساعد على إعداد خريطة لتحليل المخاطر المحتملة والمناطق التي قد تشملها في حال تطورها وفي نفس الخريطة يمكن عمل سلسلة للإجراءات العملياتية، كمواقع الإسناد والإيواء ونطاق الخطر وأبراج الجوال الممكن استخدامها لبث الرسائل التحذيرية، ويتمتع النظام بمرونة كبيرة تتيح لقيادات الدفاع المدني وضع السياسة اللازمة للنظام وإجراءات تطبيقها على أرض الواقع وتوافقه مع العديد من البرامج والأنظمة الأخرى كالأوراكل والفيجوال دونت وغيرها وتوافقه مع نظام AVL والخاص بتتبع المركبات. ونظام ALI والخاص بتحديد موقع المتصل مع تقديم إحصائيات متعددة تخدم المسؤولين في شتى المجالات، وله الأثر الأكبر في تحديد أداء الفرق الميدانية من خلال تدوين جميع الحوادث التي تحدث في المراكز، كما تمت الاستفادة من النظام البريدي «واصل» في تحديد مواقع المنشآت، حيث بإمكان أي مواطن الاستغناء عن الوصف التقليدي عند الإبلاغ عن أي طارئ لا قدر الله، باستخدام رقم اشتراك «واصل»، حيث يسهل عملية الوصف والاستدلال على الموقع، كما تم تزويد عدد كبير من فرق الدفاع المدني بنظام AVL، وهي أنظمة تتبع المركبات حيث تساعد غرفة العمليات توجيه الفرق لموقع الحادث بصورة سهلة كما تم دعم وتطوير أنظمه المعلومات الجغرافيه لغرفة العمليات بنظام تحديد موقع المتصل. • كيف يجري التنسيق بين قوات الدفاع المدني المشاركة في الحج؟. هناك قيادة موحدة لقوات الدفاع المدني في الحج تتولى التنسيق بين أجهزتها في المشاعر المقدسة ومكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وكافة الوحدات الأخرى، إضافة إلى أنها تنسق مع الجهات الحكومية الأخرى المشاركة في تنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني في الحج، وهناك مركز عمليات يتم من خلاله تنفيذ خطط الانتشار والإسناد لهذه القوات كما لا نغفل نظام المعلومات بالترابط والتواصل من خلاله مع الجميع. • بودنا أن تسلطوا الضوء على آلية الإسناد ما بين قوات الدفاع المدني المنتشرة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة؟. الإسناد تمثل خط دعم أساسي لكافة القوات المشاركة في الحالات الطارئة وفقا لما يتطلبه الموقف من دعم باستخدام نظم المعلومات الجغرافية وقاعدة البيانات، وعلى ضوئه تنفذ الخطط بما يتطلبه الموقف، حسب نوعية الإسناد الآلي أم البشري خلاف نقل غرفة العمليات الميدانية واستخدام تقنية المعلومات في سرعة نقل المعلومة. • لا شك أن إدارة الحشود البشرية خلال موسم الحج تشكل عبئا كبيرا ومهمة جسيمة للدفاع المدني، حدثونا عن الكيفية التي تدار بها؟. مهمة إدارة الحشود البشرية بعد استكمال المراحل النهائية لمنشآت الجمرات وتوسعة المسجد الحرام أصبحت أكثر أمنا في ظل إنشاء المشاريع الجبارة التي تماشت مع الحدث وخففت من الازدحام وأصبح الحاج يتنقل بكل سهولة. كما لا نغفل جانبا آخر وهو عملية تفويج الحجاج، وتشارك قوات الدفاع المدني في الحج في عملية تفويج الحجاج في منطقة الجمرات بالتنسيق مع الجهات الأخرى وفق الخطة التفصيلية لنشر القوات والتدخل السريع عند حدوث أي طارئ لا قدر الله، حيث إن هذه القوات مخصصة ومعدة لإدارة الحشود البشرية من خلال التواجد قبل حضور ضيوف الرحمن. ويتم على ضوئه التدريب العملي والنظري والمعرفة التامة بجميع المداخل والمخارج لجسر الجمرات ليكون بدراية تامة وعلم بما حوله (ثقافة المكان والتعامل مع ضيوف الرحمن)، وعند انتقاله من المشاعر المقدسة إلى مكةالمكرمة تتم متابعة تحركاته بالنقل المباشر من خلال كاميرات التصوير إلى الشاشات التلفزيونية في غرفة العمليات، ورصد ما يعكر صفوهم أو تحركاتهم والتدخل مع الجهات ذات العلاقة وتوفير أقصى درجات السلامة، حتى يتم أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، وتجدر الإشارة إلى أنه تم تخصيص قوات للإنقاذ والتدخل السريع داخل الحرم الشريف وساحته تصل إلى ألف رجل إنقاد في أوقات الذروة، تتولى مهمة مساعدة المجهدين وكبار السن والحالات المرضية الأخرى ونقلهم للمستوصفات الصحية داخل الحرم وخارجه، كما تم إعداد خطة لإيصال التنبيهات والتحذيرات اللازمة لقاصدي المسجد الحرام عند بلوغ المطاف أو المسعى، بتمرير الرسائل التنبيهية لقاصدي الحرم باستخدام ثماني شاشات عملاقة وعدد 20 لوحة نقطية. مزيد من التفاصيل