أكد أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة الطائف الدكتور جميل اللويحق أن هذا من أجل الأعمال وجزاؤها عند الله عظيم، بقوله: من كان بحاجة إلى الرعاية من أيتام سيول جدة وغيرها فإن من حقه على إخوانه المسلمين العالمين بحاله أن يتولوا أمره -رعاية وتوجيها وتدبيرا لماله إن وجد- وفي حالة أيتام سيول جدة فإن الدولة -رعاها الله- قد دفعت لهم مبالغ مادية تعويضية جيدة، ولكن قد تكون حاجة بعضهم للرعاية والتدبير ما زالت قائمة لوضعه الخاص، فهذا لا يجوز أن يترك من دون رعاية، وهذا العمل من أجل الأعمال ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل كافل اليتيم معه في الجنة فقال «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى». وأضاف: «الكفالة في الشريعة على نوعين؛ كفالة ضم ورعاية مباشرة كاملة وهي التي كانت في عهده صلى الله عليه وسلم، ورعاية مالية كما هو الحال الغالب هذه الأيام والتي تتولاه في العادة بعض الجمعيات المعنية بهذا الشأن، والذي أدعو إليه إخواني الموسرين من أهل جدة أن يكفلوا من احتاج من أيتام مدينتهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا وهم -بعمومهم- مسؤولون عن ذلك، ولعلهم يكونون بذلك أنموذجا لغيرهم من الموسرين في مدن أخرى في هذا البلد المبارك الذي لم تنقطع فيه أعمال الخير في يوم من الأيام، وحين يشيع هذا المبدأ من التراحم والتعاون فإننا نكون قد حققنا ما أراده الله لنا من الخيرية، والنبي صلى الله عليه وسلم عبر عن هذا المعنى العام بقوله «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، ويقول أيضا «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»، وهذا الحديث يدل على أن الجميع بحاجة إلى هذا المعنى المنفق الباذل والمحتاج الفقير، وذلك أن لبنات البناء لا غنى لواحدة منها عن الأخرى ومثل هذا التراحم والتعاون هو من القربات التي يستدفع بها البلاء من السيول والأمراض ونحوها فشيوع الطاعات والخير من عوامل الأمان في المفهوم الشرعي وعلى عكس ذلك شيوع المعاصي والغفلة ومنها تضييع المحتاجين نذير بلاء وعقوبة».