أثبت المخرج السعودي الشاب سمير عارف موهبة جيدة من خلال تصديه لإخراج مسلسل 37 درجة مئوية وبعض حلقات الساكنات في قلوبنا ليتوج مشواره الإخراجي القصير والناجح بتكليفه من قبل بطلي طاش عبدالله السدحان وناصر القصبي بإخراج سبع حلقات من طاش هذا العام. وقد أظهر عارف خلال الأعمال التي قدمها قدرات إخراجية تنمي عن موهبة شابة سيكون لها مستقبل كبير في الدراما السعودية، فالرؤية البصرية التي قدمها سمير في الحلقات التي قدمها في طاش كانت مختلفة ومميزة عما قدمه المخرج محمد عايش، بل إن الصورة التي قدمها في الحلقات كانت أكثر جمالا وحرفية من عايش. وتميزت الحلقات التي قدمها وهي الجزءين من السجن وبهارات حارة وأيام الأسبوع بحيوية مختلفة عن باقي الحلقات مستعينا ببعض المواهب الشابة التي شكلت إضافة للمسلسل الجماهيري الأول في السعودية. إلا أن الملاحظ على سمير من خلال ما قدمه على طاش الاستنساخ في طريقة التصوير للمسلسلات الهوليودية والبوليودية دون تقديم شخصية مميزة لسمير مع أنه يملك إمكانية كبيرة يستطيع أن يمزج فيها التجارب الغربية والعربية السينمائية والتلفزيونية مع رؤيته الشخصية ليكون شخصية مختلفة لسمير عارف بدلا من أن يكون مجرد مقلد. فحلقة السجناء التي حاكت المسلسل الأمريكي «بريزون بريك» كانت حلقة مستنسخة تماما حتى عندما قدم الحياة في السجن السعودي لم يكلف نفسه أن يعطيها صبغة محلية بل نقل تفاصيل ما يحدث في السجون الأمريكية، حتى في لعبة كرة السلة ذات الشعبية الكبرى في أمريكا والمنخفضة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ونفس الكلام ينطبق على حلقة بهارات حارة التي استوحى الأجواء البوليودية كاملة أيضا، وكذا حلقة أيام الأسبوع التي استنسخت من رواية غربية شهيرة. المشكلة فيما قدمه سمير في حلقاته هو الاستنساخ في الأفكار والإخراج، رغم أن سمير ومن معه من شباب يملكون قدرات يستطيعون تطويع بعض الأفكار لخدمة قضاينا المحلية بدلا من تقديم حلقات استعراضية غلب عليها مجرد الفرجة. وقد دافع سمير عن تجربته في حديث ل «عكاظ»، مشددا على أنه أراد تقديم أفكار جديدة ومختلفة عما يقدم في مسلسل طاش، مشددا على أن طرح في حلقة أيام الأسبوع فكرة التغيير ووجهة نظر المجتمع فيه ودور المرأة في هذا التغيير، إضافة لرؤية مجتمعنا لأيام الاسبوع واختلافها مع الرؤية الخليجية والعربية. وشدد عارف على أنه هدف من تقديم حلقة السجناء لتقديم فيلم أمريكي بممثلين سعوديين، مشيرا إلى أن بعض الشباب قدموا هذه الفكرة التي لاقت إعجابنا وقررنا تحويل هذه الفكرة الأمريكية إلى سعودية، موضحا أنه استقصد نقل التجربة بحذافيرها دون تغيير لتقديم تجربة أكشن سعودية، مبينا أن نفس الكلام ينبطق على حلقة بهارات حارة والتي قدم فيها تجربة هندية بممثلين سعوديين، وأبدى عارف رضاه عما قدم في المسلسل، مؤكدا أن ردود الأفعال تجاه المسلسل كانت جيدة. وعن استمراره كمخرج لطاش قال عارف «آمل استمرار هذه التجربة وإخراج المسلسل بشكل كامل، لكن القرار عائد للهدف والنجمين القائمين عليهما عبدالله السدحان وناصر القصبي»، مقدما شكره لهما على إتاحة الفرصة، وأشار إلى أنه يستعد للدخول في تصوير مسلسلين جديدين أحدهما يحمل اسم «الو مرحبا» والثاني «ثالثة رابع»، سيباشر في تصويرهما بعد العيد مباشرة.