قبل ثلاث سنوات بدأت معاناته التي لازمته إلى اليوم، بعد أن تحولت آلام وروائح كريهة في أسنانه إلى قصة معاناة تلازمه ملازمة الظل للجسد. بدأت فصول القصة عندما داهمت المواطن (محمد. م) البالغ من العمر 51 عاما، وهو من سكان مكةالمكرمة، آلام وروائح كريهة في أسنانه قبل ما يقارب ثلاث سنوات، ولم يكن يعلم أن زيارته للمستشفى أنه سيخلع جميع أسنانه، وأنه سيعيش طوال السنوات الثلاث اللاحقة من دونها، ليبقى معاشرا آلاما لا يقوى على تحملها، عوضا عن الديون التي أثقلت كاهله خلال محاولاته لعلاج آلامه وتسكينها. يروي المواطن (محمد. م) معاناته، ويقول «قبل ثلاثة أعوام أحسست بآلام مبرحة وظهور روائح كريهة في فمي، فقررت الذهاب إلى مستشفى في جدة (تحتفظ «عكاظ» باسمه)، فأحالوني إلى أخصائي أسنان، وبعد الكشف على أسناني وعمل الأشعة اللازمة أكد لي الأخصائي ضرورة خلع جميع أسناني في الفكين العلوي والسفلي، وأحالني إلى أخصائي جراحة أسنان، ومن هذه اللحظة بدأت معاناتي». ويضيف «بادر أخصائي الجراحة إلى تخديري تخديرا موضعيا، وخلع أسناني جميعها عدا خمسة أسنان في الفك السفلي، وكل ذلك خلال جلسة واحدة، أحالني بعدها إلى أخصائي زراعة الأسنان، وعند تأكد الأخير من أوراقي وبطاقة انتسابي وأحقيتي في العلاج في المستشفى، قال لي الأخصائي إن بطاقتك غير مسجلة لدينا». وزاد (محمد. م): «جادلت الأخصائي في أحقيتي في العلاج، فأقدم على طردي من مكتبه، ما اضطرني لأن أجلس عاما كاملا من دون أسنان، تعرضت خلالها لمتاعب نفسية وصحية، عوضا عن عدم مقدرتي على الأكل والشرب إلا بمصاصة». وأكد أنه بعد أن شعر بعدم مقدرته على العيش من دون أسنان، قرر الاستدانة من جيرانه ومعارفه مبلغ 200 ألف ريال، وسافر إلى خارج المملكة للعلاج في أحد المستشفيات السورية، حيث عمل له طقمان كاملان سفلي وعلوي لأسنانه، مشيرا إلى أن فرحته لم تدم طويلا، إذ سقطت أطقم الأسنان بعد ثلاثة أشهر فقط من تركيبها. وأضاف (محمد. م): «راجعت عيادات خاصة للأسنان، وشرحوا لي أن أطقم الأسنان التي ركبت لي في سورية لا تحتاج سوى إلى تثبيتها بغراء خاص موجود في الصيدليات، لكن استخدامه لم يجد نفعا، إذ سقطت أسناني مرة أخرى، وظهرت روائح كريهة في فمي، إضافة إلى دخول فضلات الطعام بين اللثة وطقم الأسنان». وأردف قائلا: «قررت العودة مرة أخرى إلى المستشفى ذاته الذي راجعته في بادئ الأمر، وأحلت إلى أخصائي في زراعة الأسنان، شق لثتي في الفكين العلوي والسفلي، وثبت أربعة مسامير في الفك العلوي، وزرع لي جسر أسنان كاملا». وزاد، «بعد شهور، راجعت الأخصائي نفسه، فشق لثتي في الفك السفلي، وزرع لي مسمارين سقط منهما واحد، وبعد شهرين أزال أخصائي الأسنان الخمسة السليمة المتبقية وزرع أربعة مسامير في الفك السفلي، سقط منها اثنان لاحقا، أحدهما دخل إلى بطني، وطالبني بمراجعته بعد ثلاثة أشهر لأخذ مقاسات أسناني». وأشار (محمد. م) إلى أن التعب النفسي والصحي أنهكاه، خصوصا وأنه عانى من مماطلة المستشفيات في المواعيد، إضافة إلى تركهم له في حالة نفسية متدنية، آملا التخلص من الآلام التي يعانيها، وأن ينعم كغيره بصحة الأسنان، من دون مماطلات أو سوء علاج.