قضى حريق كبير اندلع أخيرا في حظيرة أغنام تعود ملكيتها لمسنة ثمانينية في بلدة قصر بن عقيل (ثمانية كيلو مترات غربي الرس)، على 35 رأس ماعز، تشكل كامل ثروة المرأة المسنة، بعد أن استدانت المال من أقاربها وجيرانها حتى أنشأت تلك الحظيرة قرب منزلها، واعتادت الذهاب إليها كل مساء منذ سنوات طويلة، لتؤمن لها الأكل والماء. وقالت المسنة أم محمد ل «عكاظ»: فقدت باحتراق حظيرتي كل ما أملك، ولا معين لي إلا الله، مؤكدة أنها لا تعلم سبب اندلاع النيران في الحظيرة واحتراق أغنامها، إذ لا توجد في الحظيرة أية أسلاك أو كيابل أو محولات كهربائية، مشيرة إلى أن النيران قضت على جميع الأغنام وأتلفت الأعلاف ودمرت حاويات الماء «حتى أصبح كل شيء رمادا في ظرف دقائق». وطالبت أم محمد بلدية قصر بن عقيل بإزالة أغنامها النافقة المتفحمة، بعد أن انتشرت روائحها ملوثة المنطقة المحيطة بالحظيرة المحترقة، وتأذى منها الجيران بشكل كبير، وقالت «إن البلدية لم تحرك ساكنا لليوم الثالث على التوالي، تاركة المكان بؤرة لأمراض وأوبئة محتملة». وعن حالها بعد فقدان حظيرة الأغنام، ذكرت أم محمد إنها تذهب كعادتها كل مساء إلى المكان نفسه وتتفيأ الظل، متذكرة أغنامها، وتناشد فاعلي الخير بمساعدتها، مؤكدة أنها لا تستطيع عيش حياتها من دون أغنام ترعاها وتطعمها وتسأنس بالقرب منها. من جانبها، قالت جارة أم محمد في الحظيرة أم عبيد، إنها تألمت كثيرا لما أصاب رفيقة عمرها، مضيفة أن جارتها في حالة نفسية سيئة جدا، إذ اعتادت طوال الخمسين عاما الماضية على تربية أغنامها، وتآلفت معها بشكل كبير، وذكرت أنها وصديقاتها سيحاولن مساعدتها في محنتها قدر استطاعتهن، لتعويضها عما أصابها.