اختلفت العادات الرمضانية في وقتنا الحالي، اختلافا واسعا لا تخطئه العين عما كانت عليه قبل عقود مضت، وقال ل«عكاظ» المواطن سعيد محمد بن قمشع (70 عاما) إن عادات وتقاليد رمضان اختلفت كثيرا عما كانت عليه في الماضي الجميل، على حد قوله. وأبان ابن قمشع أن أهالي أحد رفيدة قديما كانوا يتناقلون أنباء حلول رمضان بإشعال النيران على أسطح منازلهم وعلى قمم الجبال الشاهقة، متزامنة مع سماع دوي أصوات الطلقات النارية المحتفلة بقدوم شهر رمضان، في ظل غياب وسائل التقنية الحديثة. وأضاف: إشعار الناس بالنار كانت الخطوة الأولى لأهالي رفيدة خاصة، ومنطقة عسير عامة، في سلسلة الاستعداد لشهر الصيام ومنها تزيين المنازل والأعمال التي يشارك فيها الرجال والنساء على حد سواء. وزاد: «الزيارات الأسرية كانت تبدأ بعد صلاة التراويح، حيث يجتمع الناس وسط إنارة خافتة جدا». وأوضح ابن قمشع أن أحاديث المجالس كانت تشتمل الذكر والأدب والشعر وهذه تعد من وسائل التسلية التي كانوا يستمتعون بها كثيرا وتماثل المسلسلات الرمضانية وبرامج المسابقات التي تعرض في الوقت الحاضر. مشيرا إلى أن رب الأسرة قديما كان يحرص على تهيئة مستلزمات منزله من ذرة، أرز، قمح، لحوم، سكر، سمن وعسل، رغم الظروف المادية الصعبة في تلك المرحلة الزمنية، وكان أبرز حدث يكمن في تلك الأيام الجميلة في اجتماع الأسرة الواحدة كاملة طوال شهر رمضان في بيت الوالدين حيث يتناول الجميع وجبات إفطار جماعية. وأضاف «كان شهر رمضان قديما عبادة وتواصل وبر وصلة الرحم وتعامل بمبدأ حسن الجوار، ولكن هذه المبادئ الجميلة غابت كليا نتيجة المدنية والتحضر وتعدد وسائل التقنية لتظهر عادات وتندثر أخرى، ولكنني مازلت أعيش مع أحلام ذلك الماضي الجميل الذي يبين صفات الأخلاق والرحمة على الرغم من صعوبتها».