في الوقت الذي تمتلئ الأسواق بالبضائع المغشوشة القادمة إلينا من كل مكان حتى لا يمر يوم وآخر دون قراءة خبر صحافي أو مقال عن وجود بضائع رديئة مغشوشة أو مقلدة، وهو غش شامل للأجهزة الكهربائية وقطع إصلاح السيارات ومواد البناء بجميع أنواعها والمأكولات المصنعة، وأدوات التجميل، فقد لحق الغش بالأدوية وأجهزة العلاج، وكل ما يتصل بالإنسان ويحتاجه الأحياء من بضائع ومستلزمات. ولأن دائرة الغش لم تلجم فليس من المستغرب أن تكتشف فرق التفتيش الصحية في مستوصف صغير في قرية صغيرة آلاف الحقن وأنابيب التغذية المخصصة للمرضى «مخزنة» في مستودع المستوصف وقد انتهت صلاحيتها ولم يتم إتلافها بموجب محضر إتلاف، بل ربما استخدم بعضها في علاج مرضى على الرغم من انتهاء تاريخ الصلاحية، مع ما يمثله ذلك الاستخدام من خطورة على المرضى وإمكانية حصول مضاعفات لهم نتيجة استخدام حقن أو أنابيب تغذية لم تعد صالحة للاستخدام. وحسب ما نشر في «عكاظ» قبل أيام فقد تم اكتشاف ثمانية آلاف حقنة وأنبوب تغذية منتهية الصلاحية، وقبل ذلك تم اكتشاف كميات أكبر من الأدوية غير الصالحة للاستخدام في إحدى محافظات منطقة مكةالمكرمة، وليس من المستبعد أن تكون هناك مستودعات عديدة تابعة للمستشفيات والمستوصفات تزخر بالأدوية المنتهية الصلاحية، فهل السبب عائد إلى أنه يتم شراء كميات كبيرة من بعض أنواع الأدوية والعلاجات الطبية، تزيد عن استهلاك المستشفى أو المستوصف فتبقى في مستودعاته حتى تنتهي صلاحيتها، أم أن السبب عائد إلى أن تلك الأدوية تبقى في المستودعات ولا تصرف للمرضى إلا «بالقطارة» بحجة عدم توفرها وأن على المريض شراء باقي ما يحتاجه من السوق، فيتلف في المستودعات ما تم التقتير فيه لأسباب معلومة ومجهولة! لأن صلاحيتها تنتهي قبل صرفها للمستفيدين، أم أن السبب عائد إلى أن تلك الأدوية نفسها اشتريت وأمنت للمستشفيات والمستوصفات وهي في نهاية مدة صلاحيتها ولنا عشرون ولكم عشرون! فلم تلبث في المستودع إلا مدة قصيرة لتدخل بعدها في دائرة انتهاء الصلاحية، أم أن هناك أسبابا أخرى لا علم لنا بها؟!. ولعل من المفارقات الطريفة أن خبر «عكاظ» عن آلاف الحقن والأنابيب المنتهية الصلاحية نشر بجواره خبر آخر عن جهود مضنية بذلها رجال الدفاع المدني في تبوك لإنقاذ تيسين صغيرين صعدا إلى جبل هناك وعلقا فيه فتمت المسارعة لإنقاذ التيسين بطريقة إنسانية!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة