دعا أطباء مختصون، إلى ضرورة الاستفادة من الصوم، وإراحة المعدة وتجنب كل مايؤدي إلى التلبك المعوي وعسر الهضم، خصوصا وأنه اعتبارا من اليوم تبدأ الساعة البيولوجية للجهاز الهضمي في اتخاذ مؤشر جديد. لافتين إلى أن عيادات الباطنة تسجل في الأسبوع الأول العديد من الحالات التي تشكو من التلبك المعوي، الإمساك، وعسر الهضم. وحذروا من كسر قاعدة «صوموا تصحوا» من خلال الإكثار من تناول الأطعمة الدسمة، وعدم الاستفادة من فوائد الصيام الصحية. التلبك المعوي ورأى استشاري الباطنة الدكتور أيمن عبدالعزيز، أن التخمة والتلبك المعوي من أهم الشكاوي التي تسجلها عيادات الباطنة في رمضان، مبينا أن بعض الصائمين يكونون متلهفين لملء المعدة بكل مالذ وطاب من مائدة الطعام، خصوصا وأن الموائد الرمضانية تعمر بأنواع عديدة من الأكلات والتي تمثل ثقلا لا تحتمله المعدة في الهضم. وأضاف «تناول الإفطار بطريقة معتدلة دون إفراط يحافظ على توازن الجسم، فالصوم يصحح ما انكسر من التوازن في بناء الجسد والتكوين النفسي، حيث يقلل من الأخطار التي قد تسبب الأمراض مثل ارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية والسمنة، والضغوط النفسية، وداء السكري وارتفاع ضغط الدم والكلى». ولفت عبدالعزيز إلى أن وجبة الإفطار يجب أن تحتوي على الخضراوات الطازجة، وكذلك البروتينيات والنشويات، والحرص على عدم الإكثار من تناول النشويات التي تسبب سوء الهضم كالأرز والمكرونة والبطاطس، حيث أن أفضل وسيلة لتجاوز أي نوع من أنواع أمراض المعدة هو توزيع الوجبات فمن الأفضل للصائم ألا يحاول إشباع نهمه للطعام في وجبه الإفطار فحسب وإنما يجب عليه أن يوزع بقية وجباته على أشياء خفيفة بين الإفطار والسحور. أما استشاري الباطنة الدكتور محمد الإمام، فأوضح أن من أهم السلوكيات الخاطئة التي يتبعها بعض الصائمين هو تناول الأكل بشراهة وبزيادة عن حاجة الجسم دفعة واحدة بعد الأذان، وهذا السلوك محفوف بالمخاطر لأنه يرهق المعدة ويمهد للتلبك المعوي. ونبه الإمام إلى أن الأكل الصحي هو الذي يشتمل على عناصر غذائية متنوعة، والأفضل في مائدة الإفطار أن تكون الوجبات غير دسمة وخصوصا التي تحتوي على نسب عالية من الدهون، والصائم الذي يبدأ إفطاره بالدسم كثيرا مايتعرض إلى النوم مباشرة والكسل والخمول، لأن عملية الهضم أصبحت لديه مرهقة. الإمام نصح جميع الصائمين على تقسيم الوجبات، تجنبا لتعرض المعدة للتلبك المعوي وغير ذلك من الأعراض الأخرى، وضرورة الاستفادة من الصوم في التخلص من السموم والرواسب، حيث أن الصيام خير علاج لمواجهة السمنة وزيادة الوزن.