بدلا من أن يتم تطبيق القرارات التي تخدم مصلحة المواطن بأثر رجعي لتعوضه عن ما فاته نتيجة بطء التنفيذ أو (التلكك) في التطبيق، فقد لاح في الأفق بوادر تطبيقات أخرى لهذا الأثر (الرجعي) ربما ترجعنا سنوات إلى الوراء ونحن نطمع في التقدم. ترك الحبل على الغارب للتجار يتصرفون بالأسعار كيفما شاءوا ودون ردع أو رقابة أو حماية للمستهلك المسكين، جعلهم يتمادون والتمادي والاستمرار طبع الإنسان عندما لا يجد الردع. التجار أصبحوا أكثر جرأة وأكثر قسوة وأكثر انتقاما، نعم (انتقاما) فهم ينتقمون من غيرنا فينا، فالوزير يخطئ أو يستعجل أو حتى يتخذ قرارا صائبا أو حيطة مبالغا فيها فيخسر التاجر جزءا يسيرا من (أرباحه) المعتادة فينتقم منا نحن المساكين وبأثر رجعي وعلى عينك يا تاجر ودون أن يجد من يردعه. هل تذكرون قرار وزير الزراعة بإحراق الدجاج يوم كانت موضة الأنفلونزا لدى الطيور؟!! خسر آنذاك عدد من تجار الدجاج بعض (الصيصان) ولأننا مستهلكون مسالمون تنطبق علينا أنشودة الأطفال اللبنانية التي يقول مطلعها (هالصيصان شو حلوين أكلوا عيشن شكروا ربن مبسوطين)، فقد قرر تجار الدجاج تعويض خسارتهم اليوم وبعد أن هدأت العاصفة وهبت بدلا منها عاصفة الخدعة الكبرى أنفلونزا الخنازير التي كانت بمثابة جهاز كشف الكذب في الخدعة ذاتها وفي الاستعداد وفي اللقاح وفي الخطط الإبداعية. نعم أعتقد جازما أن رفع أسعار الدجاج اليوم والذي بدأ التلويح به مبكرا لا يعدو كونه انتقام (الديكة) لما حدث من حرق عشش الدجاج بمن فيها وتعويضا بأثر رجعي لخسائر أنفلونزا الطيور (انفلونزا الخنازير حققت أرباحا فاحشة للبعض وخسائر للوطن). أعتقد أن أفضل ردة فعل لهذا الارتفاع في أسعار الدجاج أن نعود نحن وبشكل (رجعي) إلى تربية الدجاج في عشش بالسطوح ونجعل صغارنا يتغنون عند كل (فقسة) بأنشودة لبنان (هالصيصان شو حلوين أكلوا عيشن شكروا ربن ونبي ناكلهن مبسوطين). www.alehaidib.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة