طبّق لص يمني، عمليا، المثل الشائع عن المجرم الذي يحوم حول مسرح جريمته، فسقط ميدانيا في يد الأمن بعد ساعات من إقدامه على محاولة سرقة مقر شركة تجارية في وسط جدة أمس. الواقعة بدأت بوصول بلاغ رسمي إلى الشرطة من مقيم سوري عن تعرض مقر عمله إلى محاولة سرقة من مجهول نجح في تحطيم أقفال الباب الرئيس والتوغل إلى العمق وإقدامه على بعثرة أوراق ومستندات الشركة بحثا عن شيء ذات قيمة بلا طائل، وأفاد الشاكي في البلاغ أن المتهم المجهول لم يتعرض إلى أي من ممتلكات الشركة. أعدت الدوريات الأمنية محضرا بالواقعة قبل إحالة الملف إلى مركز شرطة الجنوبية حيث أصدر مديرها تعليمات عاجلة بضرورة الوصول إلى اللص وضبطه والحؤول دون فراره، وتولى خبراء الأدلة الجنائية جمع ورفع البصمات من مسرح الحادث لا سيما من المكاتب والأدراج وخزائن المستندات. وتزامن مع الإجراء انتشار عناصر أمنية في محيط الشركة وشوارعها القريبة ترقبا للمتهم، وبعد مضي وقت قصير رصد رجال الأمن فتى يمنيا في مقتبل العمر قرب مقر الشركة حاول الانزواء في أحد الاركان لحظة اقتراب الأمن ليتم إيقافه في الحال وإخضاعه إلى الأسئلة، وبرر المتهم سبب ارتباكه وتردده لتخلفه عن العودة إلى بلاده بعد انتهاء صلاحية تأشيرة القدوم، ولم يستمر إنكاره طويلا حيث أقر بمحاولته عقب تطابق بصماته مع آثار مسرح الجريمة، وذكر المتهم في أقواله إن محاولته في السرقة لم تنجح لفشله في العثور على شيء ذات قيمة، وأوضح الناطق الإعلامي في شرطة جدة، الملازم أول نواف البوق، أن بصمات المتهم تطابقت تماما مع الآثار المرفوعة عن مقر الشركة ولا تزال الشرطة تتحرى معه وصولا إلى كافة التفاصيل والسوابق.