ما هي الحدود المتاحة لمواطن عادي أن يدافع عن وطنه ليس بحمل السلاح بل باللسان وهو أضعف الإيمان! الداعي لهذا القول أن بعض الإخوة الوافدين للعمل تسمعهم في الأماكن العامة يشتمون ويتذمرون من حياتهم هنا ينتقصون قدر الناس ولا ينظرون حولهم ويضعون لأنفسهم مكانا عليا هم فوق وغيرهم تحت! يعلنون ندمهم على لحظات عمرهم التي مرت وتمر وهم في هذا المكان الشبيه عندهم بالسجن! حين تسمع كل ذلك التجريح في بلادك ماذا عليك أن تفعل؟! تسمع وتسكت! ترد! تعاقبهم! تطردهم قائلا ارحلوا في أقرب طيارة اليوم قبل بكرة لا أسف ولا ندامة! أو تعتبر أن هذا الموقف لا يعنيك بالمرة! فهم يتبادلون الحديث مع بعضهم البعض فما لك ومال الناس! ولماذا تتدخل فيما لا يعنيك! بعض دعاة الصحوة كانوا يتحدثون في مثل هذه المسائل واعتبروا الانتباه لحديث يدور بين اثنين أو جماعة هو نوع من التلصص المكروه الذي ليس من خلق المؤمن وقد نهى عنه الدين الحنيف! لكن!! هل حقا هذا هو التلصص؟! إن المستمع لم يترصد الباب المغلق على المتحدثين معا، ولم يضع أذنه على الباب كي يسمع ما يدور بينهم! ولم يحاول الاقتراب كي ينتقل الحديث إلى أذنيه فيصغي إليه! كل ما هنالك أنه كان جالسا وسمع الكلام دون محاولة منه لاختراق الخصوصية! فأين اللصوصية في هذا الموقف العصيب؟ فلماذا يصر بعض الدعاة أنه تلصص مكروه! وتجسس منبوذ! هل لأنهم يكرهون فكرة الولاء للأوطان ولا يشجعون على حب الوطن! هل لأنهم في موقف دفاع عن النفس فلا يليق بمن هو مثلهم أن يكون سعوديا مدافعا عن السعودية والسعوديين بل هو مسلم عربي خالص دفاعه فقط عن الإسلام والمسلمين! هذا ما يشيع بين بعض الدعاة الذين ينعمون في وطن أعطاهم فرصة الظهور! ثم يستكثرون عليه أن يجد حبا ويستكثرون عليه أن يهبوا لأجله دفاعا!! يسمعون الشتائم والسباب لوطن غال ثم لا يكلفون أنفسهم واجب الرد والتوجيه! لأن حب الأوطان عندهم ينتقص من الإيمان! أوطاننا أحضان لكن بعض الوافدين لا يريدون حضنا إنما يريدون ضرعا كلما حلبوه سال! والبعض يشرب حتى يرتوي ثم يبصق على الضرع الذي رواه! مثل الذي شرب من البئر ثم بصق فيه! الحوار الوطني مبدأ جذاب لكننا في الداخل ليس فقط السعودي مع السعودي وإنما أيضا الوافدون لهم مكانة ومكان ينبغي الحفاظ عليهما بالحوار! كثيرون الذين هم بيننا لكنهم لا يعرفون شيئا عنا! وكثيرون الذين يروجون للشائعات وهم بيننا لكنهم لا يبحثون عن الحقيقة بنفس القدر والقوة! لذا الحوار الوطني ينبغي أن يتجه إلى الداخل مع الإخوة الوافدين قبل أن نتجه به إلى الآخرين! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة