حث مدير مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الدكتور فاروق الباز العلماء على الاستفادة من التجربة الناجحة لمشروع أبولو التابع لوكالة ناسا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتطرق العالم المصري في محاضرة «تجربة ناسا: رحلة القمر ودراسة المريخ»، ألقاها أخيرا في المؤتمر العشرين للجمعية الدولية للقباب السماوية IPS 2010 في الإسكندرية، إلى التحديات التي يواجهها العالم في مجال العلوم والفضاء في المستقبل، ومنها ظاهرة الحمم الشمسية، وهو التحدي الذي يواجه العلماء في الفترة الحالية، حيث يجب أن يفكر الإنسان في آثاره في الأعوام المقبلة. وأشار إلى أن الدراسات قد أثبتت أن الدورة الشمسية ستكون أكثر كثافة في المرات المقبلة مما سيؤثر على الحمم الشمسية، وهي طاقة وإشعاع هائلان سينطلقان من الشمس ويؤثران على الأرض والنظم الكهربائية الخاصة بها. وأشاد الباز بمشروع أبولو الذي استهدف وصول وهبوط البشر على سطح القمر، مؤكدا أنه من أعظم الإنجازات البشرية لأنه اعتمد على تحقيق هدف معين تم تحديده منذ البدء في المشروع، وهو الذهاب إلى القمر، والعودة إلى الأرض، والتحضير للمهمة خلال عشر سنوات، مع توفير الأدوات والتمويل اللازم لتحقيق هذا الهدف. وعن مهمة وصول الإنسان إلى كوكب المريخ، قال العالم المصري: إن هذه المهمة تجول في أذهان العلماء والباحثين منذ سنوات لسبب مهم هو أن كوكب المريخ يمكن أن يدعم الحياة البشرية عليه، لأنه يحتوي على الثلج الذي يمكن أن يتحول إلى مياه، كما أنه يحتوي على غلاف جوي مما يمكن الإنسان من التواجد به لفترة طويلة. وأوضح أن رواد مشروع أبولو قد نجحوا في الهبوط على سطح القمر والتقاط الصور وأخذ عينات من السطح وما تحت السطح بقليل بواسطة الحفر، مما أعطى فكرة عن الصور والسطح والغطاء الخارجي للقمر، مفيدا أن المشروع أدى إلى اكتشاف خصائص جيولوجية لطبقات متعددة ظهر فيها البازلت والألمنيوم والكريستال، مؤكدا أن كل تلك الاكتشافات قد كونت فكرة عن تكوين الصخور وتطورها على القمر، وفتحت المجال للتفكير في الأرض ودراسة تاريخ كوكب الأرض. ورأى الباز أن كوكب المريخ يرتبط ارتباطا وثيقا بالأرض، فهو قريب جدا منها وما زال يتغير جيولوجيا مثلها، وقد أدى هذا الارتباط إلى اكتشاف العلاقة والسمات المشتركة بينهما من خلال الأبحاث العلمية في وكالة ناسا وهو الأمر الذي تم تطبيقه لتوضيح التشابه بين المريخ وصحراء الجزء الجنوبي الغربي في مصر. وذكر أنه بدراسة صور المريخ تم اكتشاف حفر ونقاط سوداء اللون، وآثار رماد بركاني متأثر بنشاط الرياح، كما أظهرت الدراسات التي تمت لدراسة طبيعة اللون الأحمر على كوكب المريخ أنه كلما تم الابتعاد عن مصدر الرمال كلما يكون اللون أكثر حمرة. وخلص الباز للقول: إن العالم لا يمكنه إغفال المساهمات العربية في مجال علوم الفضاء، فإن الإنجاز الكبير الذي حققه الإنسان في الصعود إلى القمر لم يكن ليتحقق بدون إنجازات عدد هائل من العلماء المسلمين، فقد مثلت مساهمات العلماء مثل جابر ابن حيان وأبو الفداء والبيروني الأسس العلمية السليمة التي اعتمد عليها العالم في تطوير علوم الفضاء إلى يومنا هذا.