توقف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة أمس أمام صورتين في معرض مسابقة السفير الفوتوغرافية الثانية، الأولى جاءت ضمن صور فئة التصوير الصحافي، التقطت أثناء حريق شهدته منطقة البلد التاريخية في جدة، حيث كانت الأم تهم برمي فلذة كبدها من على أحد المنازل، توقف أمامها الأمير، فأطلق سؤاله البديهي للمصور الذي التقط الصورة، قائلا: «هل نجا هذا الصبي من الموت؟». كانت نظرات الأمير لتلك المنطقة التاريخية، وهي تحترق في عدسة الزميل في مجلة رؤى كريم العنزي تحمل في طياتها الأسف على ألسنة اللهب التي التهمت تاريخ جدة، فغاص الأمير في هم المسؤولية المنطلق من مركزه الوظيفي كحاكم إداري للمنطقة. الصورة الثانية كانت ضمن صور الطبيعة والسياحة، هناك ارتمت نظرات الأمير على تلك الصورة الساحرة للطبيعة الخلابة لأحد الأودية التي كانت تسيل بالماء والعشب الأخضر بدأ فيها يتنفس فوق التربة التي ظلت تكتم أنفاسه حتى هما الغيث عليها مع تلك السحب الغائمة الرعدية، والسماء المزرقة اللون، وكأنما حملت تلك الصورة التي التقطتها عدسة المصور عوض الشعلان كتلة من ألوان الطيف الجاذبة. توقف أمامها الأمير لدقيقة كاملة قال لمن حوله: «هذا المنظر مذهل وهذه الطبيعة ساحرة خلابة». ولم يخف الأمير إعجابه بتلك الصورة فطلب نسخة منها فورا، وكأنما يوحي لمن حوله أن الشاعر المرهف يظل أسير الطبيعة الخلابة، وإن تدثر بجلباب المسؤولية حينا من الدهر. حفل التكريم وكرم الأمير خالد الفيصل أمس الفائزات والفائزين في مسابقة السفير الفوتوغرافية الثانية، التي دعت إليها وزارة الخارجية، وترعاه مؤسسة «عكاظ» للصحافة والنشر إعلاميا، وذلك في فرع وزارة الخارجية في العاصمة المقدسة. وحاز جوائز المسابقة 24 فنانة وفنانا، في أربع فئات هي: التصوير التراثي، تصوير الطبيعة والسياحة، تصوير بورترية الأطفال، التصوير الصحافي، حيث سلمهم الأمير خالد الفيصل جوائز مالية وعينية نظير تميزهم، كما كرم الأمير خالد الفيصل الجهات الراعية للمسابقة ومنها صحيفة «عكاظ»، ثم كرم أصغر مصور مشارك في المسابقة المصور عبدالله بكر سندي. حضر حفل التكريم مدير عام مركز المعلومات والدراسات والمشرف العام على تقنية المعلومات والاتصالات في وزارة الخارجية رئيس اللجنة التنظيمية للمسابقة الأمير محمد بن سعود بن خالد، ومدير عام فرع وزارة الخارجية في منطقة مكةالمكرمة السفير محمد أحمد طيب، ومدير فرع الوزارة في العاصمة المقدسة عدنان بوسطجي وعدد من المسؤولين. وقص الأمير خالد الفيصل فور وصوله مقر الحفل، الشريط إيذانا بافتتاح معرض مسابقة السفير الثانية للتصوير الفوتوغرافي الذي حوى نحو 100 عمل، واطلع ومرافقوه على ما اشتمل عليه المعرض من صور فوتوغرافية، واستمع إلى شرح مفصل عن تلك الصور. حافز وتشجيع واستهل الحفل الخطابي في قاعة الاجتماعات بكلمة للأمير محمد بن سعود بن خالد، رحب فيها بالأمير خالد الفيصل، وشكره على رعايته لهذا الحفل وتكريم الفائزين في هذه المسابقة، مؤكدا أن رعاية الأمير خالد الفيصل سيكون لها الأثر الكبير في نفوس الفائزين، وستكون حافزا وتشجيعا للفنانين على مواصلة إبداعهم الفني الفوتوغرافي. الفن والدبلوماسية وألقى مدير عام فرع وزارة الخارجية في منطقة مكةالمكرمة السفير محمد أحمد طيب كلمة رحب فيها بأمير منطقة مكةالمكرمة، وشكره على رعايته المسابقة التي دعت إليها وزارة الخارجية إيمانا منها بأن الفن صنو الدبلوماسية، وهو رسالة حضارية وسفارة ثقافية تسعى عبرها وزارة الخارجية إلى إطلاق إبداع الفنانات والفنانين إلى آفاق العالمية لنري العالم لوحات مضيئة عن جمال بيئتنا، وثراء حضارتنا، ونقدم لهم صورا تحكي ماضينا المجيد الذي نفاخر به التاريخ ونعرض صفحات تروي حاضرنا المشرق الذي نتباها به في العالمين. وأوضح السفير طيب أن المسابقة تتميز في هذا العام، بأنها تنظم لأول مرة في مكةالمكرمة، بتوجيه من أمير المنطقة لتحقيق تطلعات قادتنا وحلم الأمير خالد الفيصل، بأن تكون مكة كما أراد لها الله منارة للحضارة الإنسانية، وهدى للعالمين، كما يتميز حفلنا اليوم بأنه يأتي مواكبا للذكرى المجيدة الخامسة على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأفاد أن الجائزة صنفت من قبل الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي كجائزة عالمية، حيث حققت جميع المعايير العالمية وتحكمها لجنة حكام عالميين من أوروبا. جوانب الحياة أما المستشار ورئيس لجنة فرز المسابقة عيسى بن صالح عنقاوي فقال في كلمته: إننا نحتفل في هذا اليوم بمسابقة السفير الفوتوغرافية الثانية لهذا العام، التي مثلت مختلف جوانب الحياة وأبدع الفنانات والفنانون المشاركون فيها في عطائهم، وتأكيد قدرتهم على الإبداع، حيث قدموا جل ما عندهم وأتحفوا المتلقين بأعمالهم الفوتوغرافية. وكانت وزارة الخارجية قد حددت الكثير من الضوابط والشروط للمشاركة في هذه المسابقة، منها أن تكون الصورة المقدمة متمشية مع النظم والعادات والتقاليد المعمول بها في المملكة، وأن لا تعبر عن فكر معين ولا تسيء إلى ديننا الحنيف، وتحمل رسالة سامية.