- في أبها، المدينة التي عرفت معنى السياحة الداخلية منذ 30 عاما، تتحرك هذه الأيام شركات مقاولات بمشاريع حفر وهدم على الطرقات الرئيسية فيها. نامت أمانة عسير طيلة الأشهر الماضية ثم تذكرت قبل بدء موسم الصيف بأيام أن عليها أن تبني أنفاقا وتعيد صيانة الشبكة الأرضية بالحفر والهدم، وكأنها لا تعرف أن المدينة التي تشرف عليها تختنق بالسياح خلال هذا الوقت تحديدا من عام. من يراقب مواعيد بدء المشاريع في مدننا يشعر أن كل جهة حكومية تعمل في كوكب آخر، وأن الاهتمام بمواسم الازدحام هو آخر أمر تلتفت إليه: ترتجل التخطيط والمواعيد، وتسيء إلى البلد بمشاريع هدفها صالح ولكن توقيتها يشوه صورتها وصورة توجهات إصلاح أكبر. أتسأل: هل هؤلاء يملكون ذات التقويم الذي بين يدي المواطن؟ أشك في ذلك. - يقول الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة، عن استراحات الطرق السريعة: «وضعها مزر وغير صحي، وفي الوقت نفسه لا يستحقها المواطن والمقيم في المملكة وكذلك زوارها، وهي غير مشرفة لدولة بحجم قدرات المملكة، وما يبرهن على أهمية هذا الجانب أن 80% من المواطنين يستخدمون الطرق البرية في تنقلاتهم وسفرهم بين المدن في المملكة». لا يدري أحد عن سر تجاهل رؤوس الأموال الكبرى للاستثمار في تلك «الدجاجات» التي تبيض ذهبا، ففي كل دول العالم التي تحترم سياحتها تبدأ أول الأمر ببوابة مدنها السياحية وطرقها، إلا نحن لا زلنا نراقب أنقاض استراحات الطرق وكأنها أمر طبيعي لا يستحق التغيير. ييأس المواطن من الحصول على مقعد طيران في موسم الصيف، ويعرف أن القطار من أضغاث الأمنيات، وفوق ذلك لا يجبر خاطره بطريق بري يلبي حاجته. توجه الأمير سلطان يحتاج إلى رأسمال ينفض عن تلك الاستراحات غبار الإهمال ويرفعها إلى المستوى المعقول إلى أن يفرجها الله على المواطن بمقعد متاح وسكة حديد عليها قطار. - السياحة أنبوب مال لمواطني بلدها، إلا عندنا: تتحول إلى رزق وأرزاق للوافدين وموسم ثراء لهم. يمسك هؤلاء بعنق قطاعات الإيواء والتسوق والتنزه عندما يحين الموسم فتجدهم حراسا على خزائنها وكأن البلد بلا عاطلين أو شباب. تغادر نصف الأموال التي تجنيها الدولة من السياحة في حوالات خارجية باسم الوافدين أمام أعين من أراد أن يتأمل مشهد (أبي زيد الذي لم يغز). لا أعرف لماذا كل قوانين الرزق والتجارة تصاب بالتعاسة والخيبة عندنا، ولماذا كلما أردنا أن نمسك أموالنا في جيبنا الداخلي، نجد أن الشق أكبر من أن تسده رقعة صغيرة. تأملوا موسم هذا الصيف لتعرفوا أن الفرق بين أن تقضي سياحتك داخليا أو في الخارج ليس ذا أهمية: فأموالك ستذهب للخارج في كلتا الحالتين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة