أنهت فرق الدفاع المدني في محافظة جدة كافة عملياتها في إخماد حريق مستودعات الخطوط السعودية، بعد مضي نحو 36 ساعة على الحريق، ونجحت هذه الفرق في إخماد النيران خلال أربع ساعات من نشوبها، فيما استمرت عمليات التبريد وتقليب الآليات والمعدات المحترقة للكشف عن بقايا النيران في مسرح الحدث. وباشر فريق التحقيق الأولي التابع للدفاع المدني مهماته برئاسة المقدم عبدالله الزهراني للكشف عن مسببات الحريق، عبر التحليل الفني لعينات موقع الحادث. وأوضح ل «عكاظ» مدير الدفاع المدني في المحافظة العميد عبدالله الجداوي أن مسببات الحريق لم تكشف بعد، خصوصا وأن مساحة الحريق واسعة وتضم كميات كبيرة من المخزون التابع للخطوط السعودية لا تزال في حال الجرد لمعرفة حجم الخسائر. وقال الجداوي: «إن الحريق شب بداية في الحوش المكشوف التابع للمستودع وليس من داخل المستودع، حيث كشف فريق التحقيق في الدفاع المدني ذلك فور مباشرتهم الموقع، إضافة لتأكيدات شهود العيان». ولفت مدير الدفاع المدني أن المستودع المحترق يحوي عبوات أوكسجين، غاز، ونيتروجين وهي قنابل هددت حياة العاملين من فرق الإطفاء لخطورتها وشدة إصاباتها. وأكد الجداوي أن تخزين مثل هذه الاسطوانات والعبوات المضغوطة يجب أن تكون داخل مستودعات متخصصة، تتوافر لها احتياطات واشتراطات السلامة مثل تأمين وسائل التبريد وشبكات الإطفاء لمنع انتشار النيران في حال اندلاعها. وألمح مدير الدفاع المدني إلى ملاحظة عدة عبوات مضغوطة في الحوش الخارجي للمستودع وهو ما وصفه بالخطأ في التخزين كونها تتعرض لأشعة الشمس مباشرة، ما يتسبب في تضررها. وأضاف الجداوي أن لجنة شكلت من عدة جهات لمعاينة الموقع والكشف عن مسبباته داخل المستودع والبالغ مساحته أكثر من 18 ألف متر مربع، والتي نجح رجال الدفاع المدني في تقليص الخسائر وحصر الحريق في مساحة معينة. وأوضح مدير الدفاع المدني أن المستودع يمتلك تأمينا ماليا، ويحوي شبكة إنذار من الحرائق والإطفاء غير أنها لم تعمل لأسباب لم تكشف بعد، مشددا على ضرورة توافرها في كافة المواقع الحيوية و الاهتمام بصيانتها وتجربتها من جانب الشركات الاختصاصية في هذا المجال. من جهتها، رفضت الشؤون الإعلامية في الخطوط السعودية إصدار أي تقارير أو بيانات صحافية حول الحريق، نافية الشائعات التي طالتها بشأن حجم خسائرها في هذا الحادث. وكان مساعد مدير عام الخطوط السعودية للعلاقات العامة عبدالله الأجهر أشار في بيان سابق أن أحد مستودعات الوحدة الاستراتيجية للخدمات الفنية التابعة للخطوط السعودية والواقعة شرقي مدينة جدة وخارج مطار الملك عبدالعزيز قد تعرض لحريق ألحق أضرارا بمخزن يحوي قطع غيار الطائرات وبعض المعدات الأخرى القديمة. وطمأن الأجهر أن عمليات «السعودية» التشغيلية تعمل بكامل طاقتها وكفاءتها الاعتيادية، وستعمل «السعودية» جاهدة على عدم تأثرها بهذا الحادث العارض، حيث إن قطع غيار الطائرات التي تعمل في الوقت الحالي سواء الطائرات الجديدة أو الأخرى لم تتأثر بالحريق نهائيا لوجودها في مكان آمن، لافتا إلى أن العمل جار من قبل الجهات المختصة لحصر كافة الخسائر الناجمة عن الحادث. وكانت «عكاظ» رصدت تقديرات مسؤولي الخطوط السعودية، والدفاع المدني الحاضرين خلال حديثهم في الموقع حول ارتفاع الخسائر بمليار ريال وهي قيمة موجودات الحادث. وقال الأجهر: «قيمة الخسائر الناجمة عن الحريق لا تزال محل تقدير الخبراء، وهي في التحقيقات الأولية مجرد تكهنات لم تثبت بعد، إذ ستشكل لجنة للتأكد من مقتنيات الموقع ومن ثم إقرار آلية التصرف بها ولا يحق لجهة معينة التفرد في قرار بيعها أو التصرف بها».