رفضت أسرة رجل الأمن المدهوس عبد الله قعيد البقمي استلام جثمانه من مستشفى الملك فهد في الباحة، عقب استشهاده إثر مطاردة لأحد مهربي العمالة المتخلفة في نقطة تفتيش في تربة البارحة الأولى، إذ فوجئوا بالتقرير المروري يشير إلى أن الحادث مروري وليس جنائيا. ودعت أسرة البقمي مرور الباحة إلى إعادة التحقيق في القضية كون الطريقة التي تعرض من خلالها للدهس كانت بالتعمد. وقال ل«عكاظ» الناطق الإعلامي لمرور منطقة الباحة النقيب عبد الله الزهراني إن الحادث سجل مروريا لأن التحقيقات أكدت عدم وجود تعمد من قبل المهرب الذي لم يكن يعرف الجندي المتوفى قبل الحادثة، مؤكدا أن الحوادث الجنائية ترتبط عادة بسابق الإصرار والترصد من قبل الجاني. وأوضح الزهراني أن لأسرة رجل الأمن الحق في الاعتراض على التقرير بالرفع للجهات المختصة في إدارة المرور للمطالبة بإعادة التحقيق. وكان الجندي عبد الله بن قعيد البقمي من وحدة المجاهدين قد استشهد أثناء أداء واجبه الأمني مع زملائه، خلال نصبهم كمينا لأحد مهربي العمالة المتخلفة، حيث تمت محاصرة المهرب بثلاث دوريات تابعة للمجاهدين في محافظة تربة. وتولت الدوريات متابعة المهرب على طريق تربة حتى الطريق المودي إلى مركز الخيالة التابع لمحافظة الباحة، وقد تمكن رجال المجاهدين من ضبطه بعد مطاردة استمرت ست ساعات، وانتهت بوضع كمين يتمثل في سياج حديدي شائك أغلق 90 في المائة من مساحة الطريق. في حين وقف الجندي البقمي في المساحة المتبقية لإغلاق المجال أمام المهرب الذي لم يجد مخرجا سوى دهسه، ومواصلة الهرب على قدميه يرافقه وافد مخالف لأنظمة الإقامة والعمل بعد عطب لحق مركبته، حيث اتجه نحو واد محاذ للطرق، بيد أن رجال المجاهدين واصلوا مطاردته عبر قص الأثر، وتمت محاصرته على سطح مبنى مهجور والقبض عليه.