لا أكتب شيئا يمس الناس في أشخاصهم ولا معتقداتهم، فهذا صعب جدا وفيه من المثالب ما لا إفادة تأتي معه ولا نفع يتحقق من ورائه. وما أسهل على كثير من الناس أو بعض أناس -هكذا لنقل بعض أناس فهي تكفي- بما هو آيل إليه فعل الكتابة -هنا وفي أمكنة وأزمنة أخرى- يتناولون آخرين بما لا يعتقدونه لائقا في حق أنفسهم، وربما زحفوا قليلا قليلا إلى مناطق يحسبون الزحف إليها صلاحا على حساب ضلالة أناس آخرين. إنهم لا يريدون أن يكونوا صالحين لأنهم عرفوا الطريق إلى مجد الله، حيث لا يفتح الله أبواب ملكوته لمن كان خبيثا ولا مسيئا بتقدير ربنا الله. إذا قرأت كتاب الله، فسوف تجد يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وإذا عرفت نصرانيا فسوف يقول لك نقلا عن سيدنا عيسى ابن مريم، إذ قال لبني إسرائيل ذات يوم أن هناك من سوف يدخل ملكوت الله ويضطجع من غير بيت إسرائيل، وأما أصحاب البيت فسوف يبقون عالقين خارج ملكوت الله، ولن يفتح الله لهم بابا حتى تعود لهم داخل صدورهم قلوب أطفال، هكذا هو النبي عيسى من قبل وعظ بني إسرائيل بشفافية أيضا. إذا سألتني عن القلب السليم -بوصفه الذي جاء قرآنا على النبي ونزل عليه من الله هكذا وحيا- فسوف أقول لك «تلك هي شفافية الملكوت، وعلى الأرض لتكن منه على عباده شفافية أيضا». واذا سألتني عن قلوب الأطفال فسوف أقول لك إنها تكتظ شفافية ويحدوها من الله حفظ الملائكة. وعلى العكس من ذلك فأصدقائي القدامى يريدون أن يكونوا صالحين على حساب أناس آخرين؛ منهم من شرب ما شرب، ومنهم من اصطفق في عقله، ومنهم من ضل ولكنه قال ذات مساء لآخر «ادع لنا الله ربك يهدين طريقا مستقيما». ذات مرة قلت لإنسان من أصدقائي القدامى: إذا أردت أن تكون إنسانا صالحا فلتكن، ولكن ليس على حساب من تعتقد أنه يمشي على ضلال، هكذا تريد أن تكون صالحا على حسابه من داخل نفسك.. الصالحون يعلمهم الله وحده. وإذا قلت لي الناس قالوا وفعلوا وتركوا، فسوف أقول لك و«أنا مالي ومال الناس». حسبي أنني لا ألاحق أحدا ولا أدعي علما بما هو كائن في صدره من الداخل.. ها نحن نشرب في كؤوس لها بريق من الخارج.. ولكن من يعلم غير الله وحده ماذا نشرب، وما مقدار نظافة الكأس من الداخل!! أرأيت إذ لم أكن أؤذيك بقول ولا عمل، فلماذا تلاحقني من جدار إلى آخر..!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة