لا أدري علام اعتمد مدير الشؤون الصحية في جدة (الدكتور سامي باداوود) على قوله: «إنه لا وجود لتجاوزات إدارية، ومهنية في الهيئة الطبية، تتمثل في عدم مراجعة المعاملات الناقصة، والحضور في أوقات متأخرة، والخروج قبل الداوم» (صحيفة عكاظ، 9 جمادى الأولى، ص 3) أعلى إحصائيات موثقة من جهة محايدة ؟ أم على تقارير موضوعية، لا مجاملة فيها، ولا محاولات لتحسين الصورة؟ أنا لا أتهم الهيئة الطبية في جدة بحدوث تجاوزات منها، وأستبعد أن تكون كذلك، فهي تضم عناصر وطنية، وتتطلع إلى برامج إصلاحية، لاستكمال مقومات البناء الصحي، ولكن ما أطرحه هنا مجرد تساؤل، فالناس لا يسلمون بالأقوال لمجرد الدفاع عن النفس، وإنما يقتنعون بالتقارير النزيهة، والمحايدة، التي أرجو ألا تتعثر في خضم المحاولات الصحية الإصلاحية، التي هي جزء لا يتجزأ من عمليات الإصلاح الشامل. أفترض أن الدكتور «باداوود» على حق، وأنا أسمع عنه أنه رجل عملي، إلا أن عمليات الضبط الإداري تحتاج إلى توثيق، وعدم وجود مخالفات يحتاج إلى إقناع الرأي العام بذلك، وإلا استحال التعامل الجدي مع حالات ضبط المخالفات، أو القول: إنه لا وجود لها البتة، وتلك مسألة فيها نظر، وبرامج الإصلاح تحتاج إلى من ينقذها من التعثر، ويبين بما لا يدع أي مجال للشك بأنها دقيقة، وتنفذ بموضوعية، وهو ما درجت عليه الدولة في قطاع الخدمات كافة. أستبعد أن يكون الدكتور «باداوود» نفسه، أحد الذين يتأخرون عن الدوام، أو يخرجون قبل انتهائه، أو أسهم في التجاوزات، فقائد أي مؤسسة ينبغي أن يكون قدوة، ومتابعاته تعم الجميع، إبراء للذمة، وتمسكا بأخلاقيات العمل الجاد المثمر. لا يقبل المخلصون من يتجاوزون النظام، ولا يرضى المسؤولون بمن يتجاوزه، والنظام يحاسِب، والحقوق مكفولة، ومن ينتهكها تسائله الدولة، وتعاقبه إذا ثبت تورطه في ارتكاب المخالفات، والشواهد على ذلك كثيرة، مما يطمئن على سير العدالة، وفي المقابل فإن المحسن يُحتفى به، فقد تمسك بفضيلة، ومن ثم فإن نشرها بين الناس مسؤولية اجتماعية، وواجب وطني، وتكريس للوعي. تتفشى القيم السلبية عادة في الإدارة، عندما لا تحترم القوانين، وعندما لا يلتفت المسؤول الأول إلى التجاوزات الإدارية، وتنهض القيم الإيجابية عادة، في ظل أجواء المحاسبة، والمساءلة، والشفافية. badrkerrayem @ hotmail.com فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة