ولدت وترعرت في بيت يلفك وعائلتك ووالديك، ودرست مراحل التعليم جميعها، والتحقت بالجامعة، فتخرجت ثم تزوجت، فأنجبت عددا من الأطفال حتى بلغت ال 40 من العمر، هذا البيت بيتك وضمتك جدرانه إلى أن بدا الشيب يداعب مفرقيك فتفجع كأشد ما يفجع به إنسان بأن تهدد بالإخراج من بيتك وتطرد إلى الشارع بعد أن تتلقى إشعارا من جهة مسؤولة بأن البيت ليس بيتك، وأن أرضه مملوكة بموجب صك لأحد الملاك، لست وحدك بل حتى جيرانك وجيران جيرانك يصبحون في ذات اليوم على نفس الواقع الذي يشبه بعض مشاهد الكاميرا الخفية التي يفجع بها المخرج ذو القلب الغليظ ضحاياه من البسطاء في الشارع. هكذا أوردت «عكاظ» هذا الخبر الذي أصبح أحد سمات جدة مدينة العجائب، حيث ذكرت في عددها 3216 يوم 7/4/2010 بأنه (فوجئ سكان 19 منزلا في حي العزيزية 8 وسط جدة، بتسلمهم إشعارات رسمية تطالبهم بإخلاء منازلهم، بحجة تطبيق منحة شرعية لأحد الملاك على الأرض المشادة عليها منازلهم الشعبية وبعض العمائر. وأكد مدير لجنة التعديات في بلدية العزيزية أن بلديته ستسلم أصحاب المنازل الذين لا يملكون صكوك ملكية إشعارات نهائية ملزمة، «وإذا رفضوا سيتم إخلاء مساكنهم بالقوة الجبرية». ثم ذكرت نقلا عن سكان الحي أنهم (بعد استلامهم إشعارات الإخلاء أفادوا بأنهم يملكون صكوكا شرعية وأوراقا قديمة تثبت ملكيتهم، وأنهم لم يتوقعوا بعد 40 عاما أن تطاردهم إشعارات الإخلاء من منازلهم، التي بنيت بموجب تصاريح رسمية على حد قولهم. «كيف نترك منازلنا التي بنيناها بموجب صكوك رسمية قبل أربعة عقود وارتبطنا بها منذ ذلك الحين». وتابعوا: بنينا منازلنا بعد أن حصلنا على قروض نظامية وخسرنا كل ما نملك لنهيئ لنا ولأسرنا مكانا لائقا نعيش فيه دون منغصات. «عكاظ» أوردت كذلك بأن الملاك لديهم منحة شرعية وصك على 19 منزلا في العزيزية منذ 30 عاما، وبعض من القاطنين أفاد بملكيته صكوك شرعية مضادة لصك الملاك على منازلهم، وهؤلاء ربما ينجون لو أصبحت صكوكهم بتاريخ أقدم، ولكن ماذا عن صكوك الأحدث ومن يملكون منازل بوثائق بيع أو خلافها. هنا تكون كلمة القانون الذي يشبه مشهد كاميرا خفيه صاغها مخرج بدون قلب، حيث إن القانون يحكم الثبوتات بدون النظر في صراخ الغافلين (المغفلين) وعويلهم. ومن حق هؤلاء المساكين الذين لن يهنأ لهم جفن ولن يقر لهم مضجع أن ينبري لهم المدافعون فمن يقف في وجه هوامير صكوك الوهم. غانم محمد الحمر