*حساسيات الديربي: هناك حساسية أكثر من اللازم لدى الأندية التي تتقابل في منافسات (الديربي) وكذلك في الكلاسيكو، وهذا اهتمام زائد على حده يؤدي في الغالب إلى نتائج عكسية؛ لأن كثرة التوصيات والتحريص من الجهاز الإداري والفني جعلت اللاعبين في حالة غليان، وهذا ما نتج عنه ما حدث في لقاء الهلال والنصر الأخير، فكافة المشاهدين والمتابعين لهذا الحدث الرياضي الهام لم يكن يتوقع أكثرهم تفاؤلا أن يصل نصاب أهداف اللقاء إلى ثمانية أهداف، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على ضعف الدفاع لدى الفريقين، وأن هناك شيئا غير طبيعي يحدث داخل الملعب لا يمكن أن يعرفه المدرب ولا البقية، فالذي يحدث لا يمكن أن يكون في علم الكرة من الاستراتيجيات الواضحة، وبالتاكيد فإن هناك الكثير من المتعة التي يتوقعها الجمهور وينشدها بهدف الإثارة والمتابعة ومحاولة الاستمتاع بالمحترفين المتميزين الذين يملكون القدرات والمواهب، ولكن يضيعونها في زحمة العصبية الزائدة، ومن المعلوم أن محترفينا من الخليج يملكون طاقات وحيوية، ولكن بسبب انشغالهم بأشياء غير عادية خارج الملعب تتبخر هذه المواهب ولا يتحقق منها إلا نسبة محدودة جدا، وعلى سبيل المثال، فإن سعد الحارثي الذي حقق ثلاثة أهداف أمام الأهلي هو سعد الحارثي الذي لعب أمام الهلال ولم يحالفه الحظ، وفي المقابل فإن أغلب الهلاليين لم يكونوا يتوقعون بأن ياسر القحطاني يحقق هدفين بارعين مع منافس كبير، ولكن لو أردنا أن نركز أكثر فإن هذه المواجهات لا يحكمها تدريب ولا توجيه، ولكن انتهاز فرص معينة في لحظة جزئية أقل من الثانية، بحيث يكون النجم في غاية النشوة والصفاء الذهني، ونحن نعلم بأن لاعبينا في الخليج يتعاملون مع الأمور بالمزاج وليس بالالتزام، ومهما حاول القائمون في كافة الأندية السيطرة على عقول وأفكار اللاعبين بالطريقة المثلى، فإنهم يجدون أنفسهم أمام تحديات من العيار الثقيل حتى ولو حاولوا الاستعانة بالمختصين النفسيين والاجتماعيين؛ لأن أغلب النجوم لا يودون البوح بالحقائق للآخرين ويكتمون في أنفسهم، وليست لديهم القدرة على المواجهة لحل مشاكلهم، لأنهم يعتقدون جزافا بأنهم قادرون على تسوية شؤونهم، وهذا ينعكس على هبوط مستواهم مع الزمن على طريقة «اضحك يضحك الناس معك.. ابكِ تبكِ وحدك»، والواضح أن منافسات الإياب القادمة بين الهلال والنصر والاتحاد والشباب من المتوقع أن تكون هناك مفاجآت غير عادية، فكرة القدم لا تعترف بالقوانين وأمامها لاعبون لا يتعاملون إلا بأهوائهم، والإعلام الرياضي سوف يساهم في زيادة الحماس والحيوية، ومحاولة الوصول إلى معلومات الأندية قد تؤثر بعض الشيء في الجوانب النفسية والمعنوية للذين لا يملكون مناعة قوية ضد هذه التيارات، والشارع الرياضي في كافة الخليج سوف يكون في حالة ترقب لمعرفة نتائج هذه الأندية. *حكامنا في الميزان : الغالبية العظمى لم تكن مقتنعة بمستوى الحكم الدولي جلال في المباراة التي أدارها بين الهلال والنصر، وهذا شيء متوقع لأن «زامر الحي لا يطرب»، وكنت أتمنى ويتمنى غيري في مثل هذه المباريات الهامة والمفصلية الاستعانة بحكام خليجيين من المنطقة قد يكون لهم القبول أكثر من الحكم الوطني. وبالذات أمثال جلال الغامدي فإن الغالبية من الأندية لا تتفاءل بإدارتهم للمباريات، وقد يكون ذلك بسبب تصفية حسابات سابقة، مع العلم أن الحكم الدولي جلال تم اختياره من الحكام العالميين في إدارة بعض مباريات كأس العالم التي ستقام في جنوب أفريقيا بعد عدة أسابيع، ومن الصعب أن نقنع كل الناس بمقدرة الآخرين ما دامت الأنفس غير سليمة. ملاحظة: المعروض مرفوض والمطلوب غير موجود!! [email protected]