منذ 10 أعوام، تعيش زوجتان وأربعة أبناء وفتاة، حالة ترقب عما يخبئه لهم القدر، عقب هجر والدهم لزوجتيه آنذاك، إذ طلق إحداهما فيما ظلت الأخرى غير مطلقة وغير متزوجة. وبدأت تفاصيل قصة تلك الأسرة، عندما تغيب زوج المرأتين عن المنزل، بعد استدعاء المحكمة له بموجب شكوى نفقة رفعتها إحدى زوجتيه، فذهب للتوقيع على أوراق التعهد واستلام ابنته، لكنه توارى منذ ذاك التاريخ. وتروي الزوجة الأولى (ن. أ) قصتها قائلة: «أنجبت من زوجي ثلاثة أبناء، قبل أن يدب بيننا خلاف بعد إنجابي طفلتي الأخيرة بخمسة أشهر، وقرر حينها طلاقي، وأخذ معه ابنه الأكبر ولم يرجعه لي إلا قبل أربعة أشهر». وزادت أن ابنها يحمل هوية استخرجها له والده، فيما حاول تمزيق شهادة ميلاد طفلتها الأخيرة عقب الخلاف الذي نشب بينهما، مضيفة «تمكنت من انتزاع شهادة الميلاد من بين يديه، لكن المشكلة تكمن في مطالبة التعليم ببطاقة العائلة وإثباتات والدها المتغيب عنهم، حتى تنتقل ابنتي إلى المرحلة الثانوية». في حين أوضحت الزوجة الثانية (ط. م) أنها دخلت في خلافات مع زوجها، دفعته إلى مغادرة المنزل بعد ولادة طفلها الوحيد بثلاثة أشهر. وأشارت إلى أنها رفعت قضية نفقة ضده نظير إهماله رعايتها وطفلهما. واسترسلت أن الزوج استجاب لطلب المحكمة وحضر للتوقيع على المذكرة، بيد أنه غادر المنزل ولم يعد إليه، مضيفة «عندما بلغ ابني عامه السادس، أردت تسجيله في المدرسة، لكنهم طلبوا بطاقة العائلة وصورة عن بطاقة والده، وهنا تكمن المشكلة، فبطاقة العائلة في معية زوجي المتغيب، ولا أحمل حتى صورة منها». وانتهت الزوجتان إلى أنهما لا يطمحان في أكثر من العثور على الزوج، لإنهاء معاناتهما مع الإثباتات الشخصية لأبنائهما، ليتمكنوا من مواصلة حياتهم على نحو طبيعي أسوة بالآخرين من أقرانهم.