يطلق المجتمع الصحي العالمي والخليجي تحذيراته اليوم من التوسع العمراني في يوم الصحة العالمي، تحت شعار (1000 مدينة و1000 حياة)، بهدف تسليط الضوء على ظاهرة التوسع العمراني وانعكاساته على صحة البشر في جميع أنحاء العالم. المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة أشار إلى «أن أكثر من نصف سكان العالم يقطنون المدن، وفي عام 2030م ستصل النسبة الى 60 في المائة، ومن المتوقع أن تصل إلى 70 في المائة في عام 2050م، لذا يتحتم علينا أن نعمل من الآن على ضمان تمتعنا بالصحة في يومنا هذا، وتمتع أجيالنا القادمة بها كذلك». وأفاد خوجة أن التوسع الحضري يرتبط بالعديد من التحديات الصحية الناجمة عن المياه والبيئة والعنف والإصابة، والأمراض غير المعدية (القلب، السكر، السرطان، الأمراض النفسية)، والأطعمة غير الصحية، وقلة النشاط البدني، فضلا عن المخاطر المحتملة المرتبطة بفاشيات الأمراض. تحديات صحية ولفت خوجة إلى أن حملة (1000 مدينة و1000 حياة) تكرس مستوى الوعي حول التحديات المرتبطة بالصحة مع التوسع العمراني، والحاجة الماسة للتصدي لها عبر التخطيط الحضري، والعمل المشترك بين القطاعات، وتشجيع العمل حول المخاطر الصحية التي لها تأثير أكبر على التحضر، وزيادة التعرض للعوامل البيئية مثل تلوث الهواء والمياه والصرف الصحي والنفايات، وزيادة التعرض لمخاطر العوامل المؤدية الى الأمراض المزمنة مثل تعاطي التبغ، والنظم الغذائية غير الصحية، والخمول البدني واستعمال المخدرات، وزيادة التعرض للأمراض المعدية مثل فايروس نقص المناعة البشرية (الأيدز) والملاريا والسل، وزيادة التعرض للعنف، وزيادة التعرض لإصابات المرور على الطرق، وعلى الطوارئ الصحية العمومية مثل الأوبئة والكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية. واعتبر خوجة أن ظاهرة التوسع العمراني تعتبر مشكلة لأسباب عدة منها، معاناة الفقراء القاطنين في المناطق الحضرية بشكل مفرط من طائفة واسعة من الأمراض، والمشاكل الصحية الأخرى، وتعرضهم بشكل كبير لمخاطر العنف والأمراض المزمنة، وبعض الأمراض السارية من قبيل السل والأيدز والعدوى بفايروسه، كذلك وجود العوامل أو المحددات الاجتماعية الرئيسة التي تؤثر في الصحة في المناطق الحضرية خارج القطاع الصحي، بما في ذلك البنية التحتية المادية، وفرص الحصول على الخدمات الاجتماعية والصحية والحوكمة المحلية، وأساليب توزيع الدخل والاستفادة من فرص التعليم. خوجة رأى «أن تحسين صحة الحضر يتطلب منهجا متكاملا وتصديا قائما على التخطيط من جانب الحكومات والمجتمع الأكاديمي وقوى المجتمع المدني، وأن يكون اليوم العالمي للصحة قاعدة انطلاق نحو تغيير عادات المجتمع وتطوير وتفعيل الحاجة لدعم النشاط الحركي في حياتنا اليومية، ولا يمكن إيجاد ذلك دون إيجاد بيئة داعمة تمكن الناس على اختلاف الطيف الاجتماعي والاقتصادي من صنع اختياراتهم الصحية». وفي السياق نفسه، أوضح رئيس قسم سكر وغدد الأطفال في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني في جدة عبد العزيز بن عبد الله التويم أن نسب الإصابة بالأمراض المزمنة، ومنها الضغط والسكر والقلب والكلى، شهدت ارتفاعا مطردا مع التوسع العمراني وحياة الرفاهية. وذكر أن مرض السكر -كمثال للأمراض المزمنة التي صاحبت الرفاهية والتوسع العمراني- أصبحت نسبته تتراوح بين 14و25 في المائة في دول الخليج، وأن الإصابة بالمرض في منطقة الخليج تظهر في أعمار صغيرة نسبيا مقارنة بباقي دول العالم بسبب السمنة، وقلة الحركة، وانتقال هذه المجتمعات إلى حياة التمدن، حيث إن مريض السكري يصاب أيضا بمتلازمة السكري (سمنة، ضغط، وزيادة في الكوليسترول في الدم). خطوات وقائية ولاحظ التويم «أن أهم الخطوات الوقائية التي تسهم في تقليل نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة والسكري مع التوسع العمراني هي، أولا: مكافحة السمنة عبر جميع الوسائل الممكنة، حيث أثبتت الدراسات أن كل كيلو جرام واحد زيادة عن الوزن المثالي للإنسان يقابله 5 في المائة زيادة في احتمال إصابة ذلك الشخص بالنوع الثاني من مرض السكر، كما أثبتت الدراسات أيضا أن أكثر من 80 في المائة من المصابين بالنوع الثاني من السكر يعانون من السمنة، ثانيا: ممارسة الرياضة البسيطة يوميا، مثل المشي المنتظم لمدة لا تقل عن نصف ساعة يوميا، مما يساعد على تخفيف الوزن، وتقليل نسبة الإصابة بالسكري، لأن من لا يمارس الرياضة تصبح لديه فرصة للإصابة بالسكري في معدل 30 مرة أكثر من الشخص الممارس للرياضة، ثالثا: تنظيم الأكل والابتعاد عن الأكلات الدسمة، خصوصاv في الأوقات المتأخرة من الليل، وضرورة تناول الخضار والسلطات قبل أكل الوجبات الرئيسة، نظرا لاحتواء الخضراوات على سعرات حرارية أقل، كذلك الابتعاد عن المشروبات الغازية».