كثيرة هي الأسماء التي ذهبت ضحية للمنشطات، واختفت نجوميتها بسبب هذه الآفة التي غزت الساحة الرياضية بشكل مخيف، وسبق أن تحدثنا في الحلقة الماضية عن تاريخ المنشطات وبداية اكتشافها وطرق تطويرها، ونسلط في الحلقة الثانية الضوء على أبرز الحالات وآخر القرارات التي صدرت في هذا الشأن. تعارف الرياضيين على أن المنشط هو استخدام مواد تحرمها اللجان الأولمبية الدولية، والتي من شأنها زيادة نشاط اللاعب بشكل غير طبيعي، مما يجعله ينافس بطريقة غير عادلة أو شريفة، وتحتوي المنشطات في الأصل على مواد طبيعية، تؤخذ بطرق غير معتادة تساهم في رفع اللياقة البدنية بشكل ( غير ) طبيعي، إضافة إلى ذلك، ما تشمله من ( التأثيرات النفسية ) التي تؤثر على اللياقة البدنية ومستواها، كالتنويم المغناطيسي وغيره. قصة اللاعبين العرب مع المنشطات نبدأها من ليبيا، حيث أوقف الاتحاد الايطالي في وقت سابق لاعب المنتخب الليبي وبروجيا الإيطالي إثر الفحص الطبي الذي أثبت تعاطي الساعدي القذافي لمنشطات محظورة، وبين الفحص الطبي الذي خضع له اللاعب عقب مباراة بروجيا مع مودينا تناول مادة الناندرالون المحرمة دوليا. أما في المملكة، فقد بدأت حكاية المنشطات مع اللاعب المالي جانيفي لابوتا المحترف في نادي الرائد، والذي أصدرت بحقه عقوبة الإيقاف لمدة عام واحد لتعاطيه مواد محظورة رياضيا، ليسجل بذلك أول لاعب يدان بتهمة تعاطي المنشطات في الدوري السعودي، ولم يبق لابوتا طويلا في هذه القائمة حتى جاء الدور على علاء الكويكبي لاعب نادي الوحدة، ليحل ثانيا في قائمة ضحايا المنشطات في الدوري السعودي، بعد اكتشاف مادة محظورة رياضيا في عينة اللاعب وصدرت في حقه كذلك عقوبة الإيقاف لمدة عام. ولم يقتصر ملف بعض اللاعبين على التعاطي فقط فقد وصل الأمر لما هو أكبر من ذلك، حيث قامت اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات، بإيقاف لاعب نادي الرائد ماجد المولد لمدة عامين لكسره قانون مكافحة المنشطات، بعد أن قام بتزويد عدد من اللاعبين بمواد محظورة. ويبدو أن مصر ليست بعيدة عن هذه الأزمة، بعد تورط لاعب نادي النصر حسام غالي في تناول المنشطات، عقب أن أثبتت نتائج الفحص إيجابيتها، ويتوقع أن لا تقل العقوبة عن الإيقاف لمدة عام محليا ودوليا . ويبدو كذلك أن حدة الخلافات بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك قبل المباراة المرتقبة بينهما في منتصف الشهر المقبل مرشحة للتصاعد، وذلك إثر مطالبة المنسق العام لفريق الزمالك إبراهيم حسن بالكشف عن جميع لاعبي الدوري المصري في ما تبقى من المسابقة للتأكد من عدم تعاطيهم المنشطات. الاتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات في مجال الرياضة في 19 أكتوبر 2005 ، اعتمد المؤتمر العام لليونسكو بالإجماع، في دورته الثالثة والثلاثين، الاتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات في مجال الرياضة، فكانت أول اتفاقية لمكافحة تعاطي المنشطات ذات أهمية عالمية. والغرض منها تنسيق الجهود المبذولة على امتداد العالم في سبيل مكافحة المنشّطات، وإيجاد إطار قانوني تعكف الحكومات فيه على استئصال تعاطي المنشطات من الأنشطة الرياضية، بالتعاون مع المجتمع الرياضي، وتحث الاتفاقية الدول الأعضاء على اتخاذ التدابير اللازمة لوضع المدونة العالمية لمكافحة المنشطات موضع الاحترام والتطبيق. والاتفاقية هذه وثيقة تسمح بقدر من المرونة.