قالت.. وهي تضع يدها على رأسها: لو بمقدوري محاكمة الأيام لفعلتها، وأعلنت للجميع مقدار الظلم الذي تعرضت له وبوصلة الحب تقتلها العادات والرغبة في الامتلاك والتظاهر والمشاغل اليومية الصغيرة... الصداقة تخفيها أنانية الفرد وحرصه على نفسة ومصالحه... والثروة والشهرة تصبح عديمة الفائدة... ثم احمر وجهها وجلست على المقعد واسترسلت بكلماتها إن التسامح المهزوم لمن فقد أسلحته وليس له من أمل إلا رأفة المنتصر والشفقه إنه لشيء محزن في زمن موت الضمائر والأحاسيس، فكم من البشر منحتهم حبي وصدقي فكافأوني بالخداع والخيانة، سمموا حياتي أفقدوني توازني، وترفع يدها للسماء، وتمنت أن تنشق الأرض وتبلعها ويسكت قلبها عن الخفقان، نادت كل الجن والعفاريت ليأخذوها، وبعد كل ذلك أخبرتني بأن زوجها تزوج عليها امرأة أخرى ولأكثر من سبع سنوات وهو من يزخرف لها عواطفه لها بالكلمات المثيرة والحماس الحاد وهي آخر من يعلم. وفي لحظتها عذرتها فهذا شيء محزن، فهي صديقت عمري وأعرفها جيدا وعلاقتها بزوجها لا غبار عليها، بل كان يضرب بها المثل للترابط الأسري الرائع، ولكن ما يحدث فينا انطباعات مزورة عن الأشياء الخارجية وما أعنيه هو الخداع الذاتي، هو أحد درجات «الضعف العاطفي» فصاحب العاطفة القوية الثابتة التي لا يصيبها تغيير ولا يلجأ أبدا إلا للمبالغات أو يهتم بها. أما يفعله صاحب العاطفة الضعيفة أنه يلجأ إلى الزخارف والمبالغات والطقوس الكثيرة التي تخلو من البساطة والوداعة، وهما آخر الأمر علامات للعاطفة الصادقة الناضجة. وفي دراسة حديثة أجريت من أخصائيين نفسانيين في بريطانيا أظهرت أن الوقوع في الحب يمكن أن يسبب لبعض العشاق اضطرابات تشبه في أعراضها بعض الأمراض النفسية والعقلية، وأن الحب العنيف ربما يربك العقل إلى درجة من درجات الجنون، ونوع من الحب تشبهه إلى حد بعيد حالة «الوسواس القهري»، الذي يلازم المريض المصاب بهوس التدقيق والمراجعة المتكررة المعرفة، إذا كانت الأبواب مغلقة أو النار تحت القدر أو يغسلون أيديهم وأجسامهم مرات عدة، وهذا يعني أن العشاق يشاركون هؤلاء المرضى في تكرار بعض الأمور رغم إدراكهم بأن ما يفعلونه لا منطقي ولا عقلاني، ولكنهم عاجزون عن التوافق وانتزاع هذه الأفكار من عقولهم ولذلك فإن العلاجات التي تهدئ من الوسواس القهري لها نفس المفعول على بعض العشاق. وهذه الدراسة لم تأت من فراغ بل اختار الباحثون عينة من الرجال والنساء تنطبق عليهم الشروط المطلوبة وأولها أن يكونوا قد وقعوا في الحب وأن يكونوا عشاقا حقيقين يعيشون قصص حب رومانسية فيها من الحرمان أو أن يكونوا منشغلين بهذا الحب لمدة أربع ساعات يوميا على الأقل وبعد أخذ عينات الدم تبين من الفحص أن الأشخاص العاديين يحملون مستويات طبيعية من مادة السيروتونين المسؤولة عن العاطفة، أما الآخرون فقد تدنى عندهم مستوى هذه المادة في الدم إلى حوالي 40% ثم أعادوا الفحص ووجدوا أن كل شيء في الجسم عادي ومستوى السيروتونين في الدم والعاطفة خفت وهدأت الانفعالات وحل الكلام المنطقي محل التشوش المتواصل. آخر سطر عندما يستولى علي الوجوم لا أطيق الرد وأخوض في بحر من الهموم عات موجه وعندما أستعرض معرفتي فيك أكون كالجنود في ليالى الشتاء ويزيد ألمي إذا سمعت الوهن يتسرب إليك. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 266 مسافة ثم الرسالة