تصل معدلات الإصابة بأمراض الكلى في كل مجتمع إلى عشرة في المائة، وإهمال المرض وعدم متابعته وأخذ الأدوية لا يؤدي إلى الفشل التام فحسب، لكن إلى تدهور حالة المريض عبر إصابته بأمراض القلب والشرايين، فيما يمهد مرض السكري وضغط الدم إلى الفشل الكلوي النهائي، وتشكل أمراض القلب من الأمراض المهمة المصاحبة لمرض الكلى التي قد تؤثر على حياة المريض على المدى البعيد. وأفادت أخصائية ورئيسة قسم التوعية الصحية في مركز الأمير سلمان لأمراض الكلى بسمة بنت عبد الله قاضي «أن الكلى تعتبر من الأعضاء المهمة في جسم الإنسان، لما لها من وظائف تحافظ على سلامة الإنسان، فهي تمارس وظائف عدة أهمها التخلص من فضلات الجسم، وتنقية الدم من السموم، والتخلص من الماء الزائد، وفرز هرمون الدم وتنشيط فيتامين د، والتخلص من الأملاح الزائدة والتخلص من بقايا الأدوية». ولفتت إلى أن «الفشل الكلوي نوعان؛ الحاد والمزمن، ففي الفشل الحاد يصاب الإنسان بمرض الكلى بصورة سريعة في خلال أيام، ومن أهم أسبابه الجفاف، الالتهاب في الكلى، وهبوط ضغط الدم الحاد، وعادة يكون هذا النوع من الفشل الكلوي مؤقتا، ويزول بزوال أسبابه». أما فشل الكلوي المزمن، فأسبابه كثيرة منها مرض السكري، ومرض ارتفاع ضغط الدم، وأكياس الكلى الوراثية، والتهابات الكلى المزمنة، والتهابات المسالك البولية المتكررة وحصوة الكلى، ومرض ارتجاع المسالك البولية. وأضافت «أن مرض الكلى من الأمراض التي يمكن الحماية منها، كذلك علاجها، ويجب أن يكون هدفنا هو التعرف على وجود المرض في مراحله الأولية، وعندها يكون العلاج أكثر فاعلية من علاجه في المراحل المتأخرة». وأشارت إلى أنه «مع تطور البحوث العلمية وجدت أدوية فعالة تساعد على تقليل نسبة الزلال في البول، وهو ما يعطي الكلى نوعا من الوقاية من تطور المرض على المدى البعيد، وهناك الكثير من العلاجات التي أثبتت فاعليتها في هذا المرض للحيلولة دون تطوره أو للتقليل من الإصابة بالأمراض المصاحبة له (مثل أمراض القلب والشرايين، أمراض فقر الدم، أمراض العظام واختلال الأملاح)، ومن هذه العلاجات التحكم بضغط الدم بالمستوى المناسب للمرض، وعلاج مرض السكر والحفاظ على مستوى مناسب طوال الوقت، والتحكم بمستوى الدهون، والتوقف عن التدخين، لما له من ضرر كبير على الكلى وشرايين القلب وشرايين الجسم عامة، وممارسة التمارين الرياضية، والحفاظ على الوزن المناسب».