أعلن القادة العرب، في ختام أعمال قمتهم ال 22 في مدينة سرت الليبية أمس، عن تمسكهم ب«التضامن العربي» والسعي لإنهاء أي خلافات عربية وتكريس لغة الحوار، ودعوا إلى عقد مؤتمر دولي ترعاه جامعة الدول العربية يهدف إلى الدفاع عن مدينة القدس، التي قالوا إنهم سيتخذون مواقف «حازمة» للتصدي لمحاولات تهويدها. وأعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أنه تقرر عقد «قمة عربية استثنائية أواخر هذا العام» لبحث مشروع إنشاء رابطة الجوار العربي وتطوير الجامعة العربية. واتفق القادة في بيان لهم، أطلقوا عليه اسم (إعلان سرت)، على تمسكهم بالتضامن العربي -ممارسة ونهجا- والسعي لإنهاء أي خلافات عربية وتكريس لغة الحوار بين دولهم لإزالة أسباب الخلاف والفرقة، مؤكدين اعتماد نهج لمعالجة الخلافات العربية، وفقا لمقترح مقدم من قبل سورية. كما اتفقوا على مواصلة الجهود الرامية إلى تطوير وتحديث جامعة الدول العربية ومؤسساتها ودعمها بوصفها «الإدارة الرئيسية للعمل العربي المشترك». ووجه القادة العرب بتطوير منظومة العمل العربي المشترك وفقا للمبادرتين الليبية واليمنية، معلنين اتفاقهم على قيام البرلمان العربي الدائم وتطوير مجلس السلم والأمن العربي وآليات عمله بما يمكنه من أداء مهماته على أكمل وجه. كما دعوا إلى عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الجامعة العربية وبمشاركة الدول العربية والمؤسسات والنقابات وهيئات المجتمع المدني خلال هذا العام؛ للدفاع عن القدس وحمايتها على كافة الصعد. وشددوا على التأكيد أن القدسالشرقية «جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1967»، معربين عن تضامنهم الكامل لهذه المدينة وأهلها في مواجهة العدوان الإسرائيلي، معلنين بأنهم يقومون باتخاذ «مواقف حازمة» تتضمن إجراءات سياسية وقانونية للتصدي لمحاولات تهويد القدس. وتشهد القدسالشرقية، التي احتلت في الرابع من حزيران (يونيو) من عام 1967، استمرار عمليات الاستيطان الإسرائيلي، وسط استنكار عربي ودولي، نظرا لاعتبار المدينة ومنطقة الضفة الغربية أراضي محتلة، بناء على القرار الدولي الذي يحمل الرقم 242. ودعا القادة العرب في القمة، إلى رفع الحصار الإسرائيلي الفوري عن قطاع عزة، مطالبين مجلس الأمن اتخاذ موقف وأضح من هذا الحصار الذي وصفوه ب«الظالم واللاإنساني». من جهة أخرى، اشترط القادة العرب، استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بالوقف الكامل للاستيطان في القدسالشرقية، ودعوا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى التمسك بموقفه المبدئي الرافض للاستيطان. وقال القادة العرب في قرار أصدروه في ختام أعمالهم أنهم «يؤكدون الالتزام بالموقف العربي، بأن استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية يتطلب قيام إسرائيل بتنفيذ التزامها القانوني بالوقف الكامل للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدسالشرقية، ورفض كافة الذرائع والتبريرات الإسرائيلية تحت أي مسمى للاستمرار في نشاطها الاستيطاني غير المشروع». كما أكد قرار القمة العربية «التأكيد على ضرورة الالتزام بسقف زمني محدد لهذه المفاوضات، وأن تستأنف من حيث توقفت وعلى أساس المرجعيات المتفق عليها لعملية السلام». ودعا القادة العرب، الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى «التمسك بموقفه المبدئي والأساسي» الداعي إلى وقف الاستيطان.