أجمع المثقفون المشاركون في ندوة حياة الأديب عبدالله بن إدريس الاجتماعية والثقافية على أنه «شاعر القيم الأخلاقية». جاء ذلك في الندوة التي أقيمت البارحة ضمن البرنامج الثقافي للجنادرية عقب تكريمه من خادم الحرمين الشريفين البارحة الأولى في افتتاح المهرجان. فتحدث ابنه إدريس عن الجانب الاجتماعي لوالده، موضحا أنه أب رحيم، وعادل، ونزيه، ومتورع، ويحب ترفيه أبنائه، ولم ير منه التعنت أو الغضب أو الضرب، وإنما في حالات بسيطة كان يغضب ويسكت في الكثير من الجوانب. وأشار أستاذ الأدب والنقد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الدكتور محمد الربيع إلى أن ابن إدريس تميز بثبات في الرأي، من خلال كتابه «شعراء نجد المعاصرون» خاصة أنه أديب يتذوق الشعر، وهذا المنهج الذوقي يعتمد عليه الكثير من الشعراء. أما الأديب الدكتور حسن الهويمل فبين أن ابن إدريس مارس العقل الثقافي والتربوي والتعليمي، وهو شخص ناضل بين التعددية، وتكيف مع التطورات والأحداث الأدبية الجارية، ونافح عن فلسطين وعن قضايا الأمة. من جانبه اعتبر الدكتور سعد العطوي أن ابن إدريس يعد شاعر القيم الأخلاقية، وعمل على تنوع الاتجاهات الأدبية وتنظيرها. وولد الأديب عبد الله بن إدريس في بلدة حرمة في نجد عام 1347ه، وفيها تلقى تعليمه الأولي، وانتقل إلى الرياض وتلقى دراسته الموسعة في حقل التدريس الشرعي في المسجد الجامع على يد مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وحصل على الشهادة الجامعية من كلية الشريعة في الرياض في أول دفعة عام 1376ه، وعمل الأديب في مجال التفتيش الفني التربوي في الرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية، وفي وزارة المعارف، وفي عام 1385ه كلف بإصدار صحيفة الدعوة الإسلامية، ورأس تحريرها 8 سنوات، ثم عين أمينا عاما للمجلس العلمي للعلوم والفنون والأدب، كما عمل بن إدريس رئيساً للنادي الأدبي بالرياض في المدة من 1401ه وحتى 1423ه.