يشارك أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز في احتفال الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، في مناسبة مرور خمسين عاما على تأسيسها، الذي تقيمه مساء يوم الثلاثاء 20/5/1431ه. يأتي الاحتفال بعد حقبة زمنية تاريخية أسهمت خلالها الغرفة بدور وطني مميز في خدمة ودعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز قاعدة صلبة لتمكين قطاع الأعمال في منطقة الرياض من أداء مهماته في تنفيذ خطط وبرامج التنمية الاقتصادية الشاملة، وتعاونت بشكل بناء مع الجهات والهيئات الحكومية لتهيئة البيئة الخصبة أمام القطاع الخاص للإسهام الفاعل في مسيرة العمل الاقتصادي. وعبر رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض عبد الرحمن بن علي الجريسي عن شكره وتقديره للأمير سلمان لموافقته الكريمة على رعاية وتشريف حفل الغرفة في هذه المناسبة. وقال إن الغرفة تسجل بكل الوفاء والاعتزاز عطاءات الأمير سلمان ودعمه اللا محدود وتشجيعه الدائم لها منذ تأسيسها وحتى اليوم، بل إن تأسيسها نفسه كان بتشجيع وتحفيز منه، وهو ما أعطى دفعة قوية لجهودها وأنشطتها، ومكنها من تقديم خدماتها للقطاع الخاص وتمثيله على النحو الفاعل. وقال إن الأمير سلمان ظل دوما يدعم ويتابع كل مشاريع وجهود الغرفة في خدمة الاقتصاد الوطني وتعزيز دورها ككيان يدعم ويمثل قطاع الأعمال في المنطقة، مؤكدا أن قطاع الأعمال يكن له كل مشاعر الاعتزاز والولاء ويقدر له عطاءه ودعمه واحتضانه لكافة مؤسساته ومنشآته، ويدين لسموه بكل ما حققه من تطور ووصل إليه من مكانة في دوائر الاقتصاد -ليس في المملكة فحسب- ولكن على مستوى دول المنطقة، وبما يتناسب ويتواكب مع مكانة اقتصادنا الوطني الذي يعد الأكبر في المنطقة. تأتي هذه المناسبة لتعود بالذاكرة إلى البداية المتواضعة لغرفة الرياض وكيف نشأت في شقة صغيرة في شارع الخزان وبفريق محدود من التجار آنذاك يتقدمهم الشيخ عبد العزيز السليمان المقيرن (يرحمه الله) الذي كان حريصا ومتابعا لجميع تفاصيل تأسيس الغرفة وبذل جهودا كبيرة حتى حقق مبتغاه في تأسيس غرفة تجمع رجال الأعمال في منطقة الرياض وتسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العاصمة. وأكد أن الغرفة تعمل منذ تأسيسها في 10/4/1381ه بكل همة من أجل الارتقاء بمستويات خدماتها لمشتركيها كافة من رجال وسيدات الأعمال، تحمل همومهم وتتبنى قضاياهم وتعمل على بلورتها وإيضاحها للجهات الحكومية المختصة، بهدف حفز صانع القرار على تذليل المشكلات التي تواجههم، وإصدار الأنظمة والقوانين التي تسهم في تحسين وتطوير البيئة الاقتصادية والاستثمارية، لتعزيز دور القطاع الخاص في جهود التنمية الاقتصادية ورفد الاقتصاد الوطني. وأكد أن العطاء الذي قدمته غرفة الرياض عبر هذه المسيرة الطويلة كان عملا جماعيا شارك فيه الكثير من الرجال المخلصين من أبناء الوطن، عبر مجالس إدارات متعاقبة وأمناء عامين وموظفين كانوا أشبه بسلسلة متصلة الحلقات، ساهم كل منهم بدوره حتى تراكم العطاء وصار بهذا الحجم الذي يعرفه ويشاهده الجميع. ومن جانبه، عبر الأمين العام لغرفة الرياض حسين بن عبد الرحمن العذل عن بالغ شكره وتقديره للأمير سلمان لموافقته على رعاية حفل الغرفة، وقال إنه دعم اعتادته الغرفة وقطاع الأعمال في المنطقة منذ عقود طويلة، منذ أن بدأ عبد العزيز المقيرن (يرحمه الله) مشوار تأسيس الغرفة قبل نصف قرن، وكان لدعمه أبرز الأثر فيما سجله قطاع الأعمال والغرفة باعتبارها مظلة بما تمثله من نجاح وتطور. وقال إنه تم تشكيل لجنة داخلية في الغرفة تتولى الإعداد للاحتفال، حيث عقدت عدة اجتماعات من أجل التحضير للمناسبة وتوثيق أبرز الجهود والإنجازات التي حققتها الغرفة خلال مسيرة عملها، والدور الوطني الذي لعبته خلال تلك الفترة وتعريف المجتمع به، وأعدت برامج عديدة تليق بالمناسبة التاريخية للغرفة توثق الحدث وما حققته من منجزات. وأكد العذل أن الغرفة طرقت مختلف الأبواب لخدمة قطاع الأعمال، حيث استثمرت على سبيل المثال التطور التقني لربط قطاع الأعمال بالمعلومة داخليا وخارجيا عبر البوابة الإلكترونية للغرفة على الإنترنت «الغرفة أون لاين»، كما توفر له فرص الاستثمار ذات الجدوى، بل واستثمرت هذا التطور للخدمة المشتركين. وتابع أن الغرفة ساهمت كذلك بنصيب وافر في توفير الكفاءات الوطنية وتأهيل الكوادر التي تلبي حاجة السوق المحلية، من خلال برامج ودورات تدريبية. كما اتجهت ومنذ زمن مبكر للإسهام بقوة في برامج خدمة المجتمع. ولما أحست الغرفة بتنامي دور سيدات الأعمال في النشاط الاقتصادي بادرت بتأسيس الفرع النسائي. وأوضح العذل أن الغرفة سعيا منها لتطوير أطر وهياكل عملها في الفترة الأخيرة فقد وضعت استراتيجية واضحة الأهداف تمثل الإطار الرئيس الذي تسير من خلاله في خدمة قطاع الأعمال والاقتصاد الوطني.