لئن كان الخبر الذي نشرته بعض الصحف عن التحاق (30) امرأة سعودية للعمل خادمات في منازل إحدى الدول الخليجية مجرد إشاعة، فلنسأل عن أسباب ذلك ونتصدى له. وإن كان ذلك حقيقة.. فما أمرها حقيقة، وما أشنعها فضيحة! لقد اعترض البعض على فكرة أن تعمل بعض المحتاجات من نسائنا خادمات في البيوت داخل بلادنا بذريعة أن هذه الخدمة لا تليق بكرامة المرأة وحمايتها وصونها، وبحجة أن خدمتهن في البيوت عمل معيب ولا يتوافق مع مستوى بلادنا الدينية والسياسية والاقتصادية. هنا يواجهنا سؤالان.. الأول: إذا كنا نعترض على خدمة نسائنا في بيوتنا لأنه عمل معيب، أوليس عملهن خادمات خارج بلادنا عملا أكثر معابة وأشد مهانة؟ الثاني: ما الذي دعا نساءنا للعمل خارج بلادنا؟ لقد قضت التراكمات الاجتماعية حصار المرأة.. ضايقناها.. وقيدناها.. وحرمناها. • حرمناها وزوجها من أية مساعدة.. حتى لو كانت تعاني من الحاجة والعوز.. فهي متزوجة! • حرمنا اختلاطها في بلادنا.. ولا نعبأ أن تتعرض للاختلاط خارج بلادنا..! • حرمناها من وظيفة تقتات منها.. فظلت عاطلة عن العمل، وإن حصلت عليه، تقاضت راتبا لا يسد حاجتها وأسرتها. • اقترحنا مشروع صرف جعل للعاطلين من الشباب، وأغمضنا أعيننا من أي جعل للعاطلات الفتيات! هذه القيود، وهذا الحرمان.. ألم يدفعا المرأة إلى أن تهاجر طفشا وتخلصا من البطالة التي لحقتها مثلما لحقت الرجل، وهربا من المساعدة المادية للمرأة المطلقة التي حرمت منها، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع. • حظرنا على النساء الخروج لبيع ملابسهن الداخلية لمثلهن من النساء، فنلجئهن للخروج من بلادهن، وقد يعملن بائعات لملابس الرجال الداخلية؟! • أين خصوصيتنا التي خلعنا عليها حلة الفخر (من القيام إلى المنام) والتي لا تسمح للمرأة بالعمل خادمة في بيوتنا.. أين تلك الخصوصية تنزوي حين تعمل المرأة خادمة في بيوت الدولة الأخرى؟! أرجو أن تتحقق كل من وزارة العمل ووزارة الشؤون الاجتماعية من صحة الخبر، وتعملان ما في وسعهما على رعاية هؤلاء النسوة كل فيما يخصه (إن كانت هجرتهن للعمل صحيحة) فبلادنا أولى وأقدر على مساعدتهن أو تشغيلهن.. فكرامة بلادنا من كرامة نسائنا. فما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم. للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 256 مسافة ثم الرسالة