تنظر المحكمة الإدارية (ديوان المظالم) في جدة منتصف الشهر المقبل دعوى المواطن أحمد الشهري ضد لجنة النظر في دعاوى براءة الاختراع، التي أصدرت قرارا بإبطال وثيقة براءة الاختراع الصادرة من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية عن اختراعه المسمى «تركيبة غذائية من مواد طبيعية». وأكدت مصادر مطلعة ل «عكاظ»، أن إبطال براءة الاختراع استند على دعوى قضائية رفعتها وزارة الصحة أمام لجنة النظر في دعاوى براءة الاختراع تطلب فيها إبطال ابتكار المواطن أحمد الشهري. وبينت المصادر، أن الصحة ارتكزت في دعواها إلى عدم قناعتها بفاعلية المنتج والتركيبات ذات الادعاءات الطبية، وعدم جدية الاختراع أو وجود شواهد علمية تثبت صحة الادعاء الطبي، مفندة أن استخدام المنتج محل الاختراع بخلطات معروفة مسبقا ك«العسل، الحبة السوداء، السناء، السنود، القسط الهندي، وعجوة المدينة». وذكرت المصادر ذاتها، أن وزارة الصحة أوضحت أن مكونات المنتج مجهولة النوع والمصدر والوصف والمكونات الكيميائية، رافضة في الوقت ذاته تقرير مستشفى الملك فيصل التخصصي حول سلامة المنتج على اعتباره أنه غير علمي وخاطئ. وأوضحت المصادر، أن الصحة طعنت في تقرير مركز الملك فهد للبحوث التطبيقية في جامعة الملك عبد العزيز على اعتبار انه أصدر التقرير حول المنتج مخلوطا بماء زمزم الذي لا يدخل أصلا في التركيبة الحاصلة على براءة الاختراع بعد تجربتها على حيوانات تجارب، معتبرة أن هذا نقص كبير ولذلك لا يعتد بتقريرها. وأفادت المصادر ذاتها، أن وزارة الصحة خلصت إلى أن الدراسة حول المنتج محل براءة الاختراع غير كاملة، وتحتاج إلى المزيد من الدراسات لتأكيد فعالية الخلطة، إضافة إلى أن براءة الاختراع لا تمنح إلا لشيء جديد ويتميز بالأصالة والجدية. ولفتت المصادر إلى أن الصحة طلبت من صاحب براءة الاختراع عن طريق اللجنة العلمية عدم تسويق تركيبته الغذائية أو إنتاجها حتى يحصل على التراخيص اللازمة من الوزارة، إلا أنه لم يأبه بنصيحة اللجنة واستمر في إنتاج المركب وبيعه في محلات العطارة. وفي سياق مواز، أوضحت المصادر ذاتها، أن المواطن حصل على براءة اختراع في 2/4/1429 ه عن اختراعه تركيبة غذائية تحتوي على سبع مواد تخلط مع العسل ذات فائدة غذائية وعلاجية وفقا لما بينته دراسة معدة من مركز الملك فهد للبحوث الطبية في جامعة الملك عبد العزيز لمساعدة مرضى الكبد. وأفادت المصادر، أن براءة الاختراع (حصلت «عكاظ» على نسخة منها)، تضمنت بأن لصاحب البراءة الحق بالانتفاع بكامل الحقوق التي يمنحها النظام في المملكة، ووقعت الوثيقة من رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل؛ وفقا لأحكام نظام براءة الاختراع والتصميمات التخطيطية للدارات المتكاملة والأصناف النباتية والنماذج الصناعية. وبينت المصادر ذاتها، أن صاحب الاختراع حصل على توصية من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس بشأن تجديد شهادة المنتج وحصل على شهادة تسجيل علامة تجارية للمنتج من وزارة التجارة باسم «السبع الشافيات»، إضافة إلى حصوله على رخصة فتح محل من أمانة المدينةالمنورة «بلدية العوالي» لبيع المنتج محل البراءة. وأشارت المصادر إلى أن صاحب البراءة حصل على تقرير الفحص البكتيرولوجي للأغذية من وزارة الشؤون البلدية والقرية، وتقرير آخر عن المنتج من مستشفى الملك فيصل التخصصي والأبحاث، وقدم نتائج فحص عينة من مختبرات خاصة وحكومية داخل المملكة وخارجها. ولفتت المصادر ذاتها إلى أن صاحب براءة الاختراع دشن مصنعا خاصا لتصنيع وتسويق المنتج، وعند طلب تسجيل منتجه في وزارة الصحة كمستحضر عشبي رفضت الوزارة تسجيل المنتج رغم أنها روجت للمنتج في مجلتها في العدد رقم 122 ربيع الآخر1427ه. من جهتها، طلبت لجنة النظر في دعاوى براءات الاختراعات من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية إفادتها عن قرارها عن منح براءة الاختراع للمواطن فأجابت أن المدينة توفر الحماية للاختراع فقط ولا علاقة لها بتسويق الاختراع. وقالت مدينة العلوم والتقنية في ردها: «طلب براءة الاختراع كان جديا وتبين عدم الكشف عن تركيبة مطابقة للتركيبة المذكورة وأن الاختراع يتعلق بتحضير واستخدام 7 مكونات، ولم يتم الكشف عنها مجتمعة في وثيقة واحدة». وأكدت المدينة، أن عناصر التركيبة حسب أنظمة البراءات لا تتطلب أن تكون عناصر التركيبة جديدة، إذ أن المادة 43 من نظام براءات الاختراعات والتصميمات التخطيطية للدراسات المتكاملة والأصناف النباتية والنماذج الصناعية لم تنص على ما استندت عليه وزارة الصحة في دعواها بأن الأمر يستدعي تقديم شواهد علمية تثبت صحة الادعاء، مبينة أن المادة تطرقت إلى الشروط الواجب توافرها في الاختراع لكي يستحق البراءة. بدوره، رد صاحب براءة الاختراع أحمد الشهري على اللجنة العلمية في وزارة الصحة، أنه حصل على براءة اختراعه وفق الأنظمة المعمول بها في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وقدم دراسات علمية من جهات معتمدة تبين فعالية المستحضر ومأمونية استخدامه، والذي على ضوئها حصل على براءة الاختراع رقم 1998.