يجيد سعيد آل قمشع (70 عاما) اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة، رغم أنه لم يتعلمها على مقاعد الدراسة، ولا يحمل سوى شهادة المرحلة الابتدائية، غير أن سر ذلك يكمن في التحاقه بشركة أرامكو وهو ابن خمسة عشر عاما وكان ذلك قبل أكثر من 50 عاما. وخلال عمله في الشركة على مدى 40 عاما استطاع إجادة اللغة الإنجليزية من خلال ممارستها مع الأجانب من زملائه الموظفين ومتحدثيها الأصليين، وخلال سنوات أتقن اللغة الإنجليزية تحدثا ثم اجتهد في تعلم الكتابة مع زملائه حتى تمكن منها. تقاعد آل قمشع من وظيفته في الشركة قبل عشر سنوات، وهو اليوم يقيم بين أهله في محافظة أحد رفيدة، لكنه يفخر كثيرا باللغة التي اكتسبها من عمله ويحرص على مساعدة أهله في فك أسرار اللغة وتعلمها. وعن هذه التجربة يقول «عندما التحقت بشركة أرامكو كانت آنذاك مليئة بالعناصر الأجنبية التي تتحدث الإنجليزية، في ظل وجود عدد قليل جدا من السعوديين، وهو ما جعلني أبذل قصارى جهدي لاكتسابها والانسجام معهم في العمل، وكنت أعتبر نفسي في دروس متواصلة حتى لو تطلب الأمر التعلم خارج أوقات الدوام». كان بعض الغربيين يبتسمون أمام إصرار آل قمشع على تعلم اللغة، وآخرون ينزعجون من كثرة الأسئلة، ويضيف «شيئا فشيئا ولأعوام متواصلة استطعت أن أجيد اللغة الإنجليزية تخاطبا وكتابة». وخلال هذه الفترة، كون عدة صداقات مع موظفين أمريكيين وكان يدعوهم إلى منزله وبدوره يشرح لهم بلغتهم بعض العادات والتقاليد الأصيلة، ويقدم لهم المأكولات الشعبية مثل البر والسمن والعريكة والمشغوثة وخبز التنور وغيرها، ومنهم من يحرص على التقاط الصور التذكارية لهذه المأكولات لينقلها إلى بلاده، يقول «كانوا كثيرا ما يقارنون طبيعة حياتنا وطبيعة حياتهم ويؤكدون أن طبيعتنا أفضل بكثير».