شيء بديهي أن الوافد يعرف في بلدنا مالم نعرفه، سيان كانت المعرفة، إن كانت عن معالم المدينة التي نسكن فيها أو في مناحي الحياة المتعددة، والذي كثيرا ما نسأل أحدهم فيدلنا للوجهة الصحيحة لطريق لا نعرفه أو متجر نجهله أو ورشة منزوية، فهم أمة في عجلة من أمرها، فئة بنقالية غريبة في طبعها أنظر لأحدهم متحركا كاللولب يعرف أكثر مما يعرفه المواطن في بلده، قس على ذلك معرفتهم بالأنظمة والقوانين والبيع والشراء، بل في الكثير من استخدام الأساليب والطرق الموصلة للأشياء المخبأة ولا أقول الملتوية، فهم يصلون إليها دون خوف أو وجل خصوصا حين يكون لدى أحدهم طاقمه من أبناء جلدته. تلك هي فئة اختصت بانتهاج أساليب مراوغة ومخادعة، استحوذت على محطات كثيرة في البيع والشراء، وتعدت لما هو أكبر من ذلك في أمور كثيرة لا أريد أن أشير إليها، وإنما أشير بأصبع الاتهام للمواطن الذي سهل لهم ذلك بتستره عليهم حتى تمكنوا منه وتفرعنوا عليه بينما اغتنوا من ورائه، وحين يطالع أحدنا هذه التحويلات عن طريق البنوك يجدها تجاوزت الملايين، وهذا يصب في محصلة التنمية في بلدانهم، بينما بلدنا بحاجة لهذه الأموال، فيا ليت لو كانت هذه الأعمال والأموال من نصيب شبابنا العاطلين عن العمل حين سدت كل الطرق في وجوههم حتى على مستوى العمالة! فمسألة التواطؤ من قبل المواطن معهم هو انتهاك لحقوق المواطن الآخر، الذي من حقه العيش دون مضايقة من هذه الفئة التي تناسلت وتكاثرت بفضل بركة «الفيز» وهي ما جعلت التستر يقف حالة خفية ظاهرة للعيان صعبة الضبط بمكان فكل الأمكنة تعج بالتستر على الوافدين المشتغلين بالتجارة وغيرها نتيجة مساعدة المواطن لهذه الفئة التي أكلت الأخضر واليابس بينما المواطن الشاب الذي يبحث عن مصدر رزقه فلا يجده.. حين تكالبت وتكاثفت هذه الفئة على هذه الأعمال التي لا تحتاج لمجهود خارق ولا لمارد مارق يتلفع بطاقية خفية عن عيون الناس، فهم ظاهرون للعيان كالنمل. يتكاثرون في كل سنة.. وهو الشيء الذي عجزت وزارة العمل عن الحد من القضاء على فيز السوق «السوداء» وذلك بموجب تصريح سابق لمسؤول في الوزارة قال بما معناه إن مشكلتنا في المؤسسات والشركات التي تتقدم لطلب «الفيز» وحينما تحصل على ذلك، تختفي كلية ولم نعثر على طريق لها!؟، وهذا شيء مؤكد وملموس، فيما يسمى بالفيزا الحرة، أليس ذلك صحيحا حينما قلت إن مشكلتنا الأساسية هي التستر فيما ينتهجه أخونا المواطن المتواطئ مع العنصر الوافد حين يشكل معه ثنائي الانتهازية والأنانية معا. لذلك سيكون موضوعنا ووضعنا شائكا وقائما مع هذه العمالة القائمة بيننا، مالم يتواجد لها حلول جذرية تعيق من تدفق هذه «الفيز» التي تأتي إلينا حين تلفظ الطائرات من بطونها الأعداد المهيلة في مطاراتنا ومن ثم يبدأ الفرز للمدن التي غصت بما بها. نعم نحن نحتاج لبعض هذه العمالة ولكن يجب أن تكون بالضرورة القصوى، كسائق وخادمة، أما ماهو للترف والمباهاة بالمظاهر الزائفة في تعدد السائقين والخدم فهذا نقص بالشعور عند البعض.. ناهيك عن مشكلات هروب هؤلاء العمالة المنزلية المكلفة والتي لم يوجد لها حل حتى الآن!. معلوم يا رفيق معلوم إنك تمكنت من كل شيء مارست من خلاله تحركاتك في مناحي الحياة للبحث عن رزقك اللهم لا حسد، ولكن الشيء الذي لم يكن معلوما لديك هو العتب والملامة على ذلك الذي مكنك من المكانة التي أنت فيها، بينما شباب الوطن في مكانة قصية عن مصادر أرزاقهم.. نتيجة تصرفات ممن افتقدوا روح المواطنة!!. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة