ظهرت في السنوات الأخيرة وظيفة مستشار وهي وظيفة ذات بريق، قد يكون شاغلها من خارج الجهاز الذي تولى فيه تلك الوظيفة، متفرغا لها أو غير متفرغ وبمرتبة رسمية أو بموجب مكافأة شهرية مرموقة!، وتكون مهمة شاغل وظيفة مستشار تقديم الرأي والمشورة للمسؤول الذي وافق على اختياره لتلك المهنة، فيما يحول له من معاملات أو دراسات، ثم يبقى القرار والتصرف للمسؤول الذي قد يأخذ بالاستشارة أو يرى غيرها وفق المصلحة العامة ولكن بعض من تولوا وظيفة «مستشار» لم يكفهم ذلك التكليف الممزوج بالتشريف وإنما أخذوا يحاولون إفهام عامة الناس أنهم أصبحوا «الكل في الكل!» في الجهة التي يرتبطون بها فلا قرار ولا نظام ولا خطوة إدارية تصدر عن تلك الجهة إلا ولهم يد ورأي فيها!، ولا يكون عطاء أو منع إلا وهم وراءه، فإذا وقر في نفوس الناس أنهم كذلك تهافتوا على أبوابهم وهواتفهم يطلبون منهم إنهاء مواضيع ومعاملات تخصهم عند المسؤول الذي يعملون مستشارين لديه ما دام أنه أصبح حسب وصفهم «خاتما» في أصبعهم لا يحيد عن رأيهم ومشورتهم قيد أنملة ويبصم على ما يقدمونه له من أوراق وهو مغمض العينين من فرط الثقة فيهم واعتماده غير المحدود عليهم. فإن حصل التهافت «وتكفى يا فلان لا عدمناك»! أخذ المستشار يحصد ثمن ادعاءاته مكاسب مادية ومعنوية وأصبحت أموره ميسرة وأمسى الناس منصاعين لإرادته حريصين على إرضائه والبعد عما يغضبه، فإذا وصلت الأمور إلى هذا الحد أخذ ذلك المستشار غير الأمين يوظف أقاربه هنا وأحبابه هناك وأتباعه هنالك!، ويكون بعض المحسوبين عليه من أقارب وأحباب وأتباع أكثر كسلا من «الضب»، ولكن لا أحد يستطيع محاسبتهم حتى لا يغضب المستشار أبو جلمبو ويقلب عليهم الدنيا «عاليها سافلها» حسب اعتقادهم مع أن الموقف كله أوهام في أوهام فلا ذلك المستشار في موقع يمكنه من السيطرة على القرار كما يزعم ويحاول إظهار نفسه، وليس له القيمة الإدارية التي يدعيها ويخوف بها الآخرين، ولو علم الذي وظفه ومكنه من تلك الوظيفة بادعاءاته الفجة «لمسح به البلاط» وهو الأمر الذي ربما حصل من قبل للعديد من الذين تولوا منصب مستشار لأنهم لم يحترموا أنفسهم وتعدوا حدودهم وأوهموا الناس أن لهم الكبرياء في الأرض فحق عليهم القول وأصبحوا في الذيل؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة