نعت وزارة الثقافة في اليمن صباح أمس الفنان فيصل علوي سعد شميلة (أبو باسل)، الذي وافته المنية عن 60 عاما، في المستشفى في عدن، إثر مرض عضال عانى منه طويلا. يعتبر الفنان علوي من القامات الفنية التي تمتلك سجلا فنيا كبيرا، خصوصا في الألوان الشعبية، وله شعبية كبيرة في الأوساط اليمنية بمختلف أطيافها. وبدأ الراحل مشواره مع الفن على كنف الألوان الغنائية القومندانية (نسبة إلى الفنان والأديب اليمني القومندان أحمد فضل اللحجي). وقالت ل «عكاظ» مصادر مقربة من أسرته إن: «علوي عاد من رحلة علاجية من الأردن ضمن إحدى رحلاته العلاجية إلى الخارج، التي كانت إحداها في العام 2008 بتوجيه من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لعلاجه في الخارج، وسينقل جثمانه إلى مدينته الحوطة في محافظة لحج (جنوبي اليمن)، حيث يوارى الثرى صباح اليوم في مقبرة الحوطة بعد الصلاة عليه في مسجد الدولة في لحج». الرعيل الأول وشهدت الساحة أمام منزل الفقيد أمس تجمعا للمئات من محبيه وأبناء قريته، حيث يعتبر الراحل من الرعيل الأول للحركة الفنية في المنطقة، الذين أثروا المكتبة الفنية اليمنية بالعديد من الأغنيات العاطفية والوطنية التي ألهبت المشاعر والأحاسيس على مدى أربعة عقود من الزمن على مستوى اليمن والخليج العربي. البدايات وكانت بداية فيصل مع الغناء بأغنيته الشهيرة «اسألك بالحب يا فاتن جميل»، التي سجلها في إذاعة عدن 1958 وهي من كلمات الشاعر أحمد عباد الحسيني، وألحان الفنان صلاح ناصر كرد. وكان علوي على علاقة جيدة بالأوساط الفنية والإنتاجية في المملكة والكويت، حيث اشترك مع بعض فناني المملكة، وشدا ببعض نصوص وألحان زملاء له. داعم الوحدة وقال ل «عكاظ» سفير الجمهورية اليمنية في الرياض السفير محمد بن علي محسن الأحول عن الفقيد: «رغم اعتلال حالته الصحية إلا أنني فوجئت برحيل فنان اليمن الكبير، ومن داعمي وحدته بالكثير من الأغنيات الوطنية والوصفية لسهول وجبال اليمن، إلى جانب ما قدمه من أعمال عاطفية ووصفية نقلت كل اليمن إلى العالم العربي من خلال صوته وأغنياته».ولفت الأحول إلى أن «الراحل علم فني كبير له العديد من الأفضال على فن اليمن، وارتباطه مع شاعر اليمن الكبير الأمير أحمد فضل اللحجي (القومندان) كان أول ما يلفت إليه». ألوان غنائية وعلق الإعلامي سلامة الزيد على رحيل علوي، بالقول: «التقيت كثيرا الفنان الراحل، وكان أحد هذه اللقاءات لصالح أحد برامجي التلفزيونية في شبكة راديو وتلفزيون العرب a r t قبل نحو سنوات في برنامج جماهيري تعرفت من خلاله على مدى جماهيرية هذا الفنان الكبير، وألوانه الغنائية المرتبطة بألوان الشعر والأدب الجميل في اليمن. قيمة فنية ووصف الفنان جميل محمود الراحل بقوله: «هو قيمة فنية كبيرة شاركنا في الكثير من مناسباتنا الفنية، وتحديدا في برنامجنا التراثي التلفزيوني «وتر وسمر»، وتعاون مع الكثير من فنانينا السعوديين، ومنهم الشاعر بحني عسيري، والملحن المعتزل محمد الرفيدي، الذي شاركه أيضا في الإنتاج وقدما معا العديد من الأغنيات. قصيدة أبها أما الإعلامي والشاعر بحني عسيري، فأشار إلى ما كانت تربطه بالراحل من علاقة وثيقة: بحكم عملي كصحافي فني منذ سنوات طويلة، لكن هذه العلاقة تحولت لعلاقة عمل، حيث اعتبر أول شاعر سعودي، يشدو له علوي بأغنيتين؛ الأولى كانت قبل نحو خمس سنوات بعنوان (أبها) في مهرجان أبها السياحي. أما التعاون الثاني فكان بأغنية (سعودية يمن في عناق) بمناسبة مباحثات الحدود بين المملكة واليمن آنذاك، وأذيعت الأغنية على التلفزيون السعودي واليمني في وقت واحد، وكانت لفتة جميلة من علوي. سيرة لم تر النور وأوضح عسيري أن «هناك أعمالا أخرى مع علوي لم تر النور بسبب مرضه»، وكشف بحني النقاب عن اتفاق بينه وبين الراحل على عمل كتاب يوثق مشواره مع الفن، إلا أن الظروف لم تساعد على ظهور هذه السيرة، مجددا أمانيه في إكمال هذا المشروع إن ساعدت الظروف على ذلك.وتمنى عسيري أن يكمل ابنه علوي مسيرة والده، كونه ورث عن أبيه الموهبة، معتبرا أن وفاة علوي خسارة للفن في اليمن. موهبة نادرة وعد الملحن بكر مدني رحيل علوي فاجعة، خصوصا أنه «يملك موهبة نادرة في العزف على العود، حيث اعتبر أنه اخطبوط العود في اليمن» ، وأمل مدني أن يكرم الراحل من قبل الجهات الفنية في اليمن والخليج. إذاعة جدة وأبدى الموسيقار سامي إحسان حزنه العميق على رحيل علوي، وقال: «رحم الله الفقيد، جمعتني به بعض الأعمال والأنشطة الفنية عندما زارنا في إذاعة جدة عندما كنت أرأس الفرقة الموسيقية للإذاعة والتلفزيون، حيث سجلنا له العديد من أعماله الشهيرة لصالح الإذاعة». ولفت إحسان إلى أنه «كان يتمنى مشاركة الراحل في مسرح التلفزيون إلا أن صعوبة التزامه بما هو مدون في النوت الموسيقية، جعلنا نكتفي بتسجيل أعماله على شكل تخت (جلسة)، فالراحل كان دوما يتصرف بطريقته الخاصة والمعروفة لدى محبيه للأجمل كما يرى وترى جماهيره، واعتبر أن جلساته الفنية بالعود والإيقاع تكون في أفضل حالاتها لأنه غير مقيد بالنوتة». ومن جانبه تحدث الفنان حسن إسكندراني عن الراحل: اكتشفت جماهيرية فيصل علوي عندما شاركني والراحل طلال مداح في إحدى حفلات نادي الاتحاد عند انتقاله إلى مقره في شارع الصحافة. للراحل فيصل علوي ثلاثة أولاد: باسل، علوي، فارض وابنة واحدة (أنغام). وكانت لعلوي تجاربه الغنائية بل إن بعض النقاد صنفه خليفة لوالده. ومن هؤلاء كان المنتج الكويتي الكبير حمد الرومي صاحب رومكو التي أطلقت صوت الراحل في سبعينيات القرن الماضي والفنان القطري الكبير محمد المرزوقي الملحن ومدير إذاعة صوت الخليج الذي استضاف علوي وسجل له العديد من الأغنيات من تأريخه الفني الطويل لصالح الإذاعة، كذلك لابنه علوي. ويأتي رحيل علوي في اليوم الثاني لنعي الوزارة واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الأديب والمفكر والتربوي أحمد جابر عفيف رئيس مؤسسة العفيف الثقافية وأحد أهم رواد التنوير والنهضة في اليمن.