أسدلت الجهات الأمنية الأسبوع الماضي الستار على قضيه سائق أجرة في ال 50 من عمره، أدين باغتصاب خمس زائرات في ال 40 وال 50 من أعمارهن في المدينةالمنورة قبل عام ونصف، في تنفيذ الحكم الشرعي في قتله قصاصا. وتعود تفاصيل الجريمة، حينما كان السائق يستدرج أثناء نقله لسيدات في مشاويرهن إلى خارج النطاق العمراني واغتصابهن وسلب حليهن، عندما تطلب منه إحداهن إيصالها إلى سوق أو موقع تريده، فيغير مساره بسبب جهلها بالمواقع، ما يوقعها ضحية له، وتكتشف أنها خارج العمران ثم يقوم بفعلته ويتركها وحيدة تصارع أحزانها وفاجعتها، وبدأت فصول معرفة أوصافه، عندما يجد المارة الضحية في حالتها السيئة، وإعادتها إلى مسكنها، تقدم بلاغ عن ماجرى لها، وتحدد أوصاف الجاني وسيارته، إلى أن أجتمعت دلائل حوله، حيث تكرر ما قام به خمس مرات وبنفس السيناريو. شرطة المدينةالمنورة من جانبها شكلت فريقا من أفراد البحث الجنائي مع فريق من شرطة العزيزية، وتمكن العقيد محمد ربيع الجهني مدير شرطة العزيزية سابقا ومدير شرطة أحد حاليا، والمقدم مشعل بن ناهس المحمدي من إدارة البحث والتحري الجنائي بوضع كمين والقبض على الجاني متلبسا أثناء ركوب سيدة لسيارته التي كان يستخدمها في نقل ضحاياه على طريق قباء، والتي كادت أن تكون الضحية الخامسة، ووجد في سيارته بطانية ومخدة وحبوب منشطة كان يستخدمها في عملياته. وبعد القبض عليه والتحقيق معه اعترف بجريمته بعد عرضه على المجني عليهن اللاتي تعرفن عليه وأكدن عمله الشنيع، وتحويله إلى محكمة المدينة التي أصدرت بحقه الحكم الشرعي الذي يقضي بقطع عنقه جراء جرائمه. الشيخ الدكتور غازي المطيري أستاذ كرسي الأمير نايف لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكيل كلية الدعوة للدراسات العليا في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة قال: إن هذه الجريمة تمثل وجوها متعددة للقباحة والبشاعة، حيث تمثل جرائم مركبة اجتمعت فيها الفاحشة والاعتداء على مسلمة زائرة والصد عن سبيل الله والاعتداء على المسجد النبوي الشريف، فضلا عن الطعن في الأمن الذي تعيشه هذه البلاد وماقام به من تلك الجرائم والأفعال الشنيعة لم يسبق لها مثيل في انحرافها وبشاعتها وجرمها، ولاشك أن العقاب مناسب لهذه الجريمة التي تمثل الحرابة في أبشع صورها وأخطر معانيها والحكم عليه بالقصاص، ماهو إلاجزء مكافيء لإحدى تلك الجرائم، ولكنه كان حكما رادعا بكل المقاييس ويمثل حرص الشريعة السمحاء وحمايتها للعرض والحرمات وكبح الشهوات المحرمة وحماية المقدسات وصيانة المجتمع من كل مايهدده. من جانبه ثمن اللواء عوض بن سعيد السرحاني مدير شرطة منطقة المدينةالمنورة جهود شرطة العزيزية والبحث والتحري الجنائي للقبض على الجاني الذي لم يراع حرمة الدين ولا المكان ولا الزمان، إضافه إلى أنه لم يراع أصول الضيافة التي يحرص عليها أبناء طيبة بشكل خاص وأبناء المملكة بشكل عام، مضيفا أن شرطة المنطقة لديها من الإمكانيات والكفاءات مايعجل بسقوط أمثال هولاء المجرمين، وبالتالي تقديمهم ليد العدالة حتى ينالوا جزاء الشرع الرادع. وقال العقيد الدكتور والخبير الأمني المعروف نايف المرواني: الجرم الذي قام به سائق الأجرة شنيع لامحالة، مضيفا أن الجاني مريض يعاني الشذوذ، والدليل أن ضحاياه من كبار السن من الوافدات والزائرات ليقينه أنهن قليلات حيلة ولايوجد لديهن على الأغلب عائل، أويظن أنهن لن يبلغن عنه وعن ماقام به، وبالتالي لايستدل ولاينكشف أمره، وأيضا استغلاله لجهلهن بالأنظمة والتعليمات كونهن زائرات ووافدات، مشدداعلى ضرورة تنظيم عمل سائقي السيارات الخاصة والأجرة في المدينة، وعدم التساهل معهم وترك الحبل على الغارب خاصة في ظل توجه سكان المدينة للركوب معهم بشكل كبير وإنشاء قاعدة بيانات عنهم بحيث يتم التوصل إليهم، داعيا إلى ضرورة نشر الوعي الأمني بين المواطنين والمقيمين بمايحقق أمنهم وسلامتهم في الزمان والمكان. وقال رئيس لجنة المحاماة في المدينةالمنورة سلطان بن زاحم: إن الحكم القضائي الصادر بحق هذا المجرم الذي كان تجاوبا من أصحاب الفضيلة القضاة في محكمة المدينةالمنورة مع لائحة الاتهام المقدمة من الادعاء العام، التي كيفت هذا الجرم تحت أفعال الحرابة التي توجب القتل حدا، ولايملك المجني عليهن التنازل عنه وأيضا لايملك ولي الأمر التنازل عنه باعتباره قتلا تعزيريا وأيضا شدة حصانة حكم الحرابة تكون رادعة بشكل عام، مضيفا أن شناعة ماقام به سائق الأجرة ضد هؤلاء الزائرات يأتي لكونهن زائرات للمسجد النبوي الشريف، ما يوضح أن ماقام به تعد على الأنظمة الشرعية وتعليمات الدولة. من جهته وصف الدكتور أحمد حافظ مدير مستشفى الصحة النفسية في المدينةالمنورة والخبير النفسي للجريمة، بأنها تتمحور في انتهاك كرامة إنسان، وتسبب له أذى نفسيا وجسديا ومعنويا، وهذا الجرم يدل على أن الجاني إنسان غير طبيعي، وبالتالي لجأ لأسلوب غير سوي، وهناك أسباب أخرى أدت إلى انحرافه تتمحور في وجود أضطراب في الشخصية، وأن من يقوم بمثل هذه الجرائم يتصف بسمات الخجل وعدم الثقه بالنفس أمام النساء، لذا يلجأ للعنف والتستر بالاغتصاب. ويضيف الدكتور حافظ أن الحالة النفسية للمغتصبات سلبية على نفوسهن، وبالتالي لابد لهن من إعادة تأهيل نفسي واجتماعي حتى يعدن إلى الحياة بصفة طبيعية.