ينتظر الفضاء السعودي أربع محطات تلفزيونية جديدة متنوعة المحتوى، كما ينتظر فتح المجال لعدد من محطات الإذاعة على موجات (FM) وهي تأتي إضافة لفضاء مزدحم بالقنوات، حيث تبث أقمار عربسات لوحدها قرابة (600) قناة، فشل منها (300) قناة تلفزونية وخرجت من موجات هذا القمر فقط بحسب ما ذكرت معلومات (المنتدى السنوي الخامس لجمعية الإعلام والاتصال) والذي احتضنته العاصمة الرياض الشهر الماضي. خروج هذا العدد الكبير من المحطات يعزى إلى سوء التخطيط الاقتصادي لها، وضحالة المحتوى الذي لا يحمل في طبيعته الديمومة، وحسب الدكتور (عبدالله بن أحمد الأفندي) «فإن للاستمرار والبقاء شروطا عديدة أهمها توفر رصيد من الإنتاج الإعلامي، والتخطيط لإنتاج يأخذ صفة الديمومة، بالإضافة إلى تقدير الكفاءات الإعلامية المحترفة ماديا ومعنويا»..، أضيف أننا محكومون بندرة العوامل التي ذكرها أكثر من غيرنا. ما سنشهده محليا من تعدد، وتنوع إعلامي يستجيب للواقع التنموي ويأتي من الحاجة لإعلام يقف إلى جانب برامج التنمية، وتوطينها، بما يتناغم مع مرحلة تطور المملكة الحالي في كل المجالات، وسد فجوة القصور الإعلامي عن متابعة كثير من المجريات، وتغطية الاهتمامات الكثيرة للناس في هذا الزمن الذي يوصف بزمن الاتصال، حيث تتعرض الثقافات المحلية إلى كثير من التحديات للصمود أمام غيرها. السؤال هل تستطيع محطاتنا الجديدة الصمود في هذا الخضم من المنافسة، وهل يستطيع الإعلام المحلي الحكومي فرض نفسه على واقع الإعلام العربي بصيغ تمسك بالمشاهد عن تحريك المؤشر للقفز إلى قناة أخرى، المنافسة تزيد تكلفة الإنتاج أضعافا، فالعناصر الفنية التقنية، والبشرية لم تعد رخيصة في متناول كل المحطات اقتصاديا، مما يجعل قنوات البث في أزمة محتوى إذا لم تكن في أزمة تقنية، وإلى الآن لا يوجد في المحطات برامج تدريب مستمرة. الإعلام اليوم استثمار مثله مثل كافة الاستثمارات الأخرى، خاضع للربح، والخسارة، والإفلاس حتى مع وجود دعم حكومي. وضع خطط تجعل إعلامنا المحلي استثمارا ناجحا يستحق ما يصرف عليه مهمة وزارة الإعلام اليوم، لأن الاعتماد على ميزانية الدولة فقط لن يكون كافيا بحال من الأحوال لإدارة الكثير من المتطلبات الفنية، ولابد من العمل لإيجاد قنوات استثمار، خصوصا أن قنوات الجوار كلها تتنافس على المشاهد السعودي الذي فقده الإعلام المحلي سابقا، لتقضم جزءا من كعكة الإعلان التجاري السعودي. لست قلقا من وجود ثماني محطات محلية سعودية حكومية على الهواء، ولكني قلق على مدى استثمار هذا العدد من القنوات في بث مادة قوية المحتوى تؤثر في جذب المشاهد، وتساعده على الانتماء للوطن، وتغريه بالبقاء معنا، خصوصا، أن التلفزيون السعودي قبل سنوات فقد عددا كبيرا من مشاهديه في ظروف التنافس المحموم، فهل تنجح تجربتنا من جديد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز240 مسافة ثم الرسالة