هي قوة افتراضية غير ظاهرة للعيان، تستعين بها النفس على أداء أعمالها، ولأنها قوة افتراضية فإنه يصعب قياسها ماديا أو تحديدها ظاهريا، وهي تعبر عن وجودها من خلال قوى مختلفة توجد في الشخصية مثل الإرادة والعاطفة والتركيز والرغبة والميول والنوازع المختلفة. وكما يتفاوت الناس فيما يملكون من طاقة بدنية، هم يتفاوتون كذلك في مقدار ما يملكون من طاقة نفسية، وغالبا ما يرتبط نجاح الناس أو فشلهم في أمور كثيرة في هذه الحياة على مقدار ما يملكون من هذه الطاقة وكيف يستثمرونها، فوفقا لقوة الإرادة أو ضعفها يكون العزم والتصميم أو الخور والاستسلام، ووفقا لتدفق العواطف الطيبة أو السلبية يكون عمل الخير والحب، أو الكراهية والغضب والحقد، وهكذا يكون تفاوت الطاقة النفسية لدى الناس عاملا مؤثرا في سلوكهم وبالتالي منعكسا على علاقاتهم مع بعضهم البعض. وإذا كانت الطاقة النفسية تعني مدى ما يملكه المرء من قوة حافزة تدفع به إلى التنفيس عنها بإخراجها، فإن الاتجاه الذي يختاره المرء ليوظف فيه طاقته تلك ينبيء عما يكنه من قيمة لذلك الاتجاه، والناس غالبا يتفاوتون في نوع اتجاهاتهم لاستثمار طاقاتهم النفسية التي يملكونها، وهذا التفاوت بينهم هو انعكاس لما هم فيه من تفاوت في القيم النفسية وهو ما يعبر عنه أحيانا بالميول والاتجاهات، فمثلا من يستثمر طاقته النفسية في الجلد على العمل أو الدراسة، فإنه يعبر عما يملكه من قيمة كبيرة للعمل أو للتعليم، ومن يفضل أن يستثمر طاقته النفسية في اللهو فإنه يعبر عما يكنه من قيمة للراحة والترويح عن النفس. ومن صفات الطاقة النفسية أنها ليست ثابتة في قوتها فهي معرضة للفتور والاستهلاك وربما للاضمحلال والتلاشي، ولعل هذا يفسر لنا بعض التعبيرات الشائعة التي يرددها الناس في بعض الأحيان كقول: (فاض به الكيل) أو (عيل صبره) مما يفهم منه أن الأمر تجاوز الحد وأن قدرة الإنسان على التحمل قد انتهت، بمعنى أن الطاقة النفسية للإنسان لها قدر محدود متى ما استهلك فقد الإنسان قدرته على الاستمرار على حاله التي احتملها زمنا طويلا.. لكن هذه الطاقة لا تفنى، فهي متى ما استهلكت في جانب بحثت عن جانب آخر تظهر فيه بصورة أخرى، فمثلا من تستنفد لديه الطاقة النفسية على أداء أمر من الأمور تتكون عنده طاقة أخرى بديلة تحل محلها في صورة مختلفة عنها. فمن تستهلك طاقته على الصبر والجلد قد تتحول عنده تلك الطاقة إلى صورة أخرى تظهر في شكل عناد أو تمرد أو ثورة لتحقيق ما لم يتحقق. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة