قد يبدو العنوان مثيرا لغضب البعض، ولكن أرجو قبل أن يكتمل غضب القارئ أن يقرأ ما سمعته في محاضرة للشيخ الدكتور محمد العريفي، والمعنونة ب «قصة إسلام الألمان». فبعد أن روى كيف أسلم على يده ستة ألمان في محاضرته، راح يروي قصة اثنين من الأمريكان، يقول العريفي: «حدثني واحد من زملائي، رأى في الحج اثنين من الأمريكان، وعادة نحن إن رأينا شخصا نسأله: كيف أسلمت، فسألتهما كيف أسلمتما؟ فنظر أحدهما للآخر وضحك، ثم قال: أسلمنا على يد بوش، فاندهش الرجل وقال: كيف؟ قال أحدهما: كنا في أمريكا عيال شوارع، لا نبحث عن إسلام ولا نصرانية، ولم نسمع أبدا بشيء اسمه إسلام، بل لم يكن هذا من اهتماماتنا، فأنت يمكن لك أن تسألنا عن الهيروين والمخدرات، نعرف الكثير، أما الإسلام فلا نعرف شيئا عنه، إن دخلنا الإنترنت لا نبحث عن الأديان، إن نظرنا للقنوات الفضائية لا نبحث عن الأديان أساسا. ويكمل: لما وقعت أحداث سبتمبر استمعنا لخطبة بوش، وتكلم بخطبة طويلة، ففهمنا كل كلامه، لكنه ذكر كلمة إسلام مرة أو مرتين، فالتفت إلى صديقي وسألته: ما الذي يعنيه حين قال إسلام؟ فرد صاحبه: والله لا أدري ما الذي يعنيه، ثم تابع: كل كلامه فهمناه، لكن كلمة إسلام لا نعرف ما الذي تعنيه». وانتهى التسجيل عند هذه الكلمة، ويخيل لي ومن سياق الكلام أن الاثنين بحثا عن معنى هذه الكلمة، فدخلا الإسلام، وذهبا للحج والتقيا بصديق الدكتور العريفي، ورويا له قصتهما، فرواها هو للدكتور، فقص العريفي على الحضور هذه القصة، ولكن يبقى السؤال المهم: هل خسر الإسلام داعية كبوش، أم أن بوش عدو للإسلام؟ قبل ألف ومائة عام، كان الحلاج يدعو للإسلام في الهند بطريقة قد لا يقبلها البعض، لأنها تعتمد على الخداع. فقد كان الحلاج يدفن مالا في مكان ما، وحين يأتيه شخص غير مسلم يقول له: إن الله يعرف أنك ستسلم، لهذا وضع لك مالا في مكان ما، وعليك أن تذهب لتحفر هناك وستجد المال الذي وضعه لك الله. وما إن يذهب الرجل ويحفر ويجد المال، حتى يعود للحلاج، ليدخل للإسلام، وكان الحلاج يرى أن العامة لا يمكن لهم أن يؤمنوا إن لم تكن هناك خوارق تدهشهم. فهل الشيخ العريفي يرى ما يراه الحلاج، فيروي قصصا أسطورية ليدهش العامة ليدخلوا للإسلام؟ وإن كان هذا ما يفعله، فهل هو أخطأ كما أخطأ الحلاج حين لم يعتمد على أن الإسلام دين المنطق، والمنطق لا يحتاج لقصص أسطورية ليقنع العامة؟ إن كان هذا غير صحيح، وأن القصة التي رويت حقيقية، ألا يحق لنا أن نقول: إن الإسلام خسر داعية مهما، وأعني بوش؟ وإن كان بوش داعية، فكيف يمكن تقبل فكرة أنه عدو للإسلام والمسلمين؟ أنا أسأل.. أسأل فقط. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة