شهد الديربي الكبير الذي جمع بين الاتحاد والأهلي في دوري زين للمحترفين مولد نجم جديد كعادة المباريات الكبيرة التي عادة ما تشهد ولادة نجوم يبدعون ويتألقون على البساط الأخضر . ورغم أن الفريق الاتحادي عانى كثيرا بسبب النقص الكبير والواضح في صفوفه بعد فقدانه لستة نجوم أساسيين يعتبرون من أهم أعمدة فرقة النمور الاتحادية، ورغم الطرد الذي تعرض له التونسي أمين الشرميطي المحترف في صفوف الاتحاد إلا أن الفريق الاتحادي تفوق على منافسه التقليدي الأهلي .. في الوقت الذي واصل فيه المدرب العبقري كالديرون مسايسته لظروف المباراة ومحاولة إخراجها بكل ما فيها من متاعب ومخاطر ومجازفة بالثلاث نقاط إلى بر الأمان. ولأن الحاجة هي أم الإختراع فقد حاول كالديرون الاستفادة من المواهب الشابة فأتاح الفرصة للنجم الواعد علي الزبيدي الذي كان قبل مشاركته في الديربي يمثل (الكنز) المدفون في دهاليز نادي (الاتحاد) ومنذ اللحظة الأولى لمشاركة علي الزبيدي لاحظ المتابعون للمباراة أن هذا القادم من دكة الاحتياط والذي يشارك لأول مرة في لقاء كبير وديربي مثير يريد أن يفعل شيئا في المباراة، يريد أن يبدع، أن يتألق، يريد إسعاد الجماهير الاتحادية، والإسهام في تحقيق الفوز، وأن يقول (شكرا) للمدرب كالديرون الذي أتاح له فرصة المشاركة في الديربي الكبير كما سبق وأن حصل من سبقوه على فرص مماثلة فتحولوا بتوفيق الله عز وجل أولا ثم بتألقهم وإبداعاتهم على أرض الملعب من لاعبين هواة في الظل إلى نجوم كبار يحققون لجماهيرهم الفرحة ويقدمون كل ما هو جديد ومفيد في خدمة العميد. وقد كان أداء النجم الجديد علي الزبيدي منذ بداية اللقاء مقنعا في وسط الملعب دفاعا وهجوما حيث تألق دفاعيا في قطع العديد من الكرات الخطرة وساهم في إيقاف محاولات الهجوم الأهلاوي في تحقيق التعادل، وكان يقوم بإيصال الكرات التي يقوم بقطعها إلى زملائه بكل هدوء، وبسلاسة النجوم الكبار، حتى حانت ساعة الصفر عندما استغل على الزبيدي إحدى الكرات التي قام بقطعها من أقدام الهجوم الأهلاوي وحولها بذكاء إلى (المهندس) المبدع مناف أبو شقير وتقدم بسرعة فائقة إلى المقدمة وهو يشير إلى زميله مناف بإعادة الكرة إليه وكان التفاهم في لغة الحوار (الكروية) بين علي الزبيدي ومناف أبو شقير هو الفيصل في تحقيق الهدف الثاني الذي تحقق بقذيفة أرضية لا تصد ولا ترد، ففي زحمة انشغال الدفاع الأهلاوي بالمهاجم المغربي هشام بوشروان خشية أن يطلق صاروخا جويا يقصف القلعة إذا بالقادم من دكة الاحتياط يتوغل بطريقة النجوم الكبار ويطلق قذيفة لا تصد أجهزت على آمال التماسيح في إدراك التعادل وسط فرحة اتحادية كبيرة اجتاحت المدرجات ليعلن هذا اللاعب الموهوب عن قدومه بقوة إلى ساحة النجومية، ويدون في سجل الزيارات للشباك الأهلاوية توقيعه بعد أن أكد بهدفه الذي أحرزه فوز فريقه ولولا هدفه الرائع لما تمكن الفريق الاتحادي من الحصول على الثلاث نقاط والبقاء في دائرة المنافسة على الصدارة إذ كان الأهلي على وشك إحراز هدفه (الوحيد) في أي وقت، وبالفعل تحقق للأهلي ذلك في اللحظة التي سبقت صافرة حكم المباراة البلجيكي معلنا نهاية اللقاء ولكن بعد أن أسكن القادم إلى عالم النجومية علي الزبيدي هدفه الرائع في شباك (القلعة).