تنقسم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في ولائها بين الجنرالات والمؤسسة الدينية التي يقودها الحاخامات، الأمر الذي يضعها في مأزق ينذر بحلول أزمة في أروقتها الداخلية. وفي هذا الصدد أكدت مصادر إسرائيلية، أن هناك أزمة بدأت تهز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إثر جدل كبير دائر في الجيش الإسرائيلي بعدما أظهر جنود متدينون نواياهم بعدم تنفيذ أوامر بإخلاء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية في حال صدورها. وطلب الجيش الإسرائيلي من الحاخامات الذين يديرون مدارس دينية تلمودية ترسل تلاميذها إلى الجيش، بالتنديد علنا بالجنود العاصين للأوامر. وبحسب الجنرال تزفي زامير مدير الموارد البشرية في الجيش الإسرائيلي فإن بعض الحاخامات يحضون أتباعهم الشباب على عصيان الأوامر المخالفة لمعتقدهم. ويأتي هذا الأمر بعدما صدرت أحكام بالسجن على أربعة جنود رفعوا يافطات منددة بإخلاء المستوطنات اليهودية غير الشرعية في الضفة الغربية، كما صدرت بحق زملاء لهم تدابير مسلكية. ويؤدي هؤلاء الجنود الخدمة العسكرية في إطار نظام خاص يسمح لهم بتأدية الخدمة العسكرية مع مواصلة دراساتهم في المعاهد التلمودية. ويشمل هذا النظام نحو ألف و600 مجند جديد سنويا، يؤدون خدمتهم على خمس سنوات بدلا من ثلاث سنوات، تخصص منها سنتان فقط للأنشطة العسكرية فيما الوقت الباقي مخصص للدراسات الدينية. ويعفى معظم الشباب اليهود المتدينين من الخدمة العسكرية مستفيدين من اتفاق مع الدولة يجيز لهم الدراسة في المدارس التلمودية، إلا أن المتدينين المنتسبين إلى الحركة الصهيونية يعتبرون الخدمة العسكرية واجبا مقدسا. وقال الحاخام الياكيم ليفانون مدير إحدى المدارس التلمودية التي ينتسب إليها الجنود المدانون بعصيان الأوامر، لم أطلب منهم أن يرفعوا يافطات.. طلابي يتصرفون بحسب قناعاتهم، لكني أقف إلى جانبهم. وتضاعف في السنوات الأخيرة عدد الضباط المنحدرين من أوساط يهودية متدينة داخل الجيش. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عدم وجود إحصاءات بهذا الشأن غير أن مدير معاهد الإعداد العسكري الحاخام موشيه هاغر قدر نسبة الضباط المتدينين ب 30 في المائة . وبحسب الحاخام هاغر، وهو ضابط احتياط برتبة عقيد، فإن عصيان الأوامر قد يدمر الجيش من الداخل لكن طلابنا لا يرجعون إلينا دائما في تصرفاتهم وهم في الخدمة.