قرأت في صحيفة البلاد مقالا جيدا للكاتب الصحافي إبراهيم معتوق عساس تحت عنوان «ولكن أين ذهبت الأراضي المخصصة للمدارس»، تطرق فيه إلى أن وزارة التربية والتعليم اعتمدت ووفرت مئات الملايين لإنشاء مبان مدرسية جديدة بدلا عن المباني المستأجرة، ولكن المشروع تعطل بسبب عدم توفر أراض في المناطق والأحياء والمخططات التي كانت مستهدفة ببناء تلك المدارس، الأمر الذي جعل الكاتب يتساءل عن مصير القطع التي تخصص للخدمات عادة في كل مخطط حكومي أو تجاري، وفي مقدمة تلك الخدمات المدارس والحدائق والمساجد والمراكز الصحية، مفسرا اختفاء تلك القطع كلها أو بعضها تدريجيا بأنه يعود إلى سبب من عدة أسباب منها أن يكون الموقع قد منح لمواطن دون إعلام الجهة المانحة أن الموقع مخصص للخدمات، أو أن يتم التفاهم بين مالك المخطط والراغب في شراء الموقع المخصص للخدمات بالتعاون مع بعض أهالي المخطط بموجب خطاب أو محضر مشترك يرفع لجهة الاختصاص يتم فيه الزعم بأن سكان المخطط ليسوا بحاجة إلى إقامة ذلك المرفق الخدمي بين دورهم، فيعطى صاحب المخطط حق التصرف في الموقع وبيعه لمن يشاء وبالثمن الذي يراه مناسبا، أو أن تكون المواقع المخصصة في المخططات غير صالحة للاستخدام للبناء عليها مثل المرتفعات والمنحدرات الصعبة، ومع ذلك يتم اعتماد المخطط فلا يستفاد فيما بعد من المواقع المخصصة للخدمات؛ لأنها مواقع صعبة وتسويتها تكلف مبالغ طائلة هذا إن كان من الممكن تسويتها وجعلها صالحة للاستخدام. هذا بعض ما أورده الكاتب العساس من أسباب يرى أنها وراء عدم توفر أراض صالحة لإنشاء مبان مدرسية عليها، ولذلك فلا عجب أن تجد وزارة التربية والتعليم نفسها غير قادرة على توفير مواقع لبناء مدارس فوقها مع أنها وفرت واعتمدت مبالغ الإنشاء والتجهيز بمئات الملايين من الريالات، كما أن ما ذكر يفسر لنا مسألة اختفاء بعض المواقع المخصصة في المخططات لإنشاء حدائق عامة عليها ما دام أن من بيننا من يرى أن من حقه ضم الحديقة المجاورة لداره إلى مساحة منزله أو تملكها ثم بيعها «بالسعر الفلاني» وهو يردد قوله عز وجل «هذا من فضل ربي»، حارما جيران الموقع من تحويله إلى حديقة، ظالما إياهم؛ لأنهم دفعوا عند شرائهم لقطعهم ثمنا أعلى؛ لأنهم رأوها مجاورة لحديقة غناء حسب رسوم المخطط!، وحتى يتم وقف تلك المهازل تماما فإن إدارات المرافق ستظل تشكو مما شكت منه وزارة التربية والتعليم! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة