مدينة الحجاج في مطار الملك عبدالعزيز في جدة، هي المدينة الوحيدة في العالم التي يرتادها البشر أياما في السنة لا تتعدى عشرة أشهر. يبدأ العمل بها في منتصف شهر صفر وحتى منتصف شهر شوال لموسم العمرة، ثم تغلق أبوابها لتعود للعمل لاستقبال الحجيج مع مطلع شهر ذي القعدة وحتى منتصف شهر محرم. وفي غير هذه الأيام تكون المدينة خاوية على عروشها تخلو من أنفاس البشر. وعلى مساحة تقدر بنحو 90 ألف متر مربع، يتقاسم الحجيج الوافدون عبر مطار الملك عبدالعزيز في جدة، مواقعهم في مدينة الحجاج. وخلال أقل من نصف ساعة ينهون إجراءتهم عبر 14 صالة و 142 كاونترا ويعبرون المدينة متجهين إلى مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة، بعد أن أسهمت الصالات الإضافية في تقليص الزمن الذي يقضيه الحاج داخل المدينة. وتستوعب صالات مدينة الحجاج ست رحلات قدوم في الساعة وخمس رحلات مغادرة، بطاقة استيعابية تقدر بثلاثة آلاف و500 حاج للرحلات القادمة وثلاثة آلاف و800 حاج للمغادرة. وفي المدينة ستة جسور للطائرات تخدمها 14 بوابة نفذت أخيرا. ومعلوم أن عدد كاونترات الجوازات السابقة كانت 72 كاونترا وأصبحت حالياً 142 كاونترا بعد التطوير، كما زادت عدد كاونترات السفر من 96 كاونترا إلى 140 كاونترا، و23 كاونترا تستخدم من قبل الجمارك. وشملت عمليات التطوير زيادة أطوال سيور تسلم الحقائب الحالية من 480 مترا إلى 1880 مترا، ورفع إجمالي مسطحات المناطق المكيفة السابقة من 28 ألف متر مربع إلى 85 ألف متر مربع. وأعيد تأهيل مجمع صالات الحج في المدينة بالشكل الحالي، لزيادة الطاقة الاستيعابية لحركة ركاب الحج والعمرة ل20 عاما مقبلة بما يتماشى مع مستويات الخدمة في المطارات العالمية، وكذلك للارتقاء بمستويات الخدمة المقدمة لضيوف الرحمن من خلال توفير المرافق الخاصة بقدوم الحجاج والمعتمرين ومغادرتهم على أرقى المستويات العالمية، والقضاء على المشكلات التشغيلية الحالية المتعلقة بإنهاء إجراءات الركاب والمشتملة على تفتيش العفش الأمني والتكدس وبطء الإجراءات. كما تم توفير خدمات تجارية راقية ومراكز تجارية وترفيهية متطورة في المدينة، ساهم في تحقيق متعة التسوق داخل الصالات وفي المنطقة العامة، كما أن العمل في مدينة الحجاج يتم بمنظومة واحدة من جميع القطاعات العاملة في مدينة الحجاج من الإدارات الحكومية والشركات المعنية بخدمات الحج. والمدينة مزودة بغرفة عمليات تعمل على مدار الساعة وتشارك فيها جميع القطاعات. وقال مصدر في وزارة الحج أنه خصص لكل بعثة مربعات في مدينة الحجاج وألزمت بعثات الحج بتوزيع الوجبات على الحجاج داخل الحافلات المخصصة لهم، مشيراً إلى أن وزارة الحج سهلت الإجراءات الخاصة بمؤسسات الطوافة ومكتب الوكلاء الموحد بشكل كبير ومختلف عن الأعوام السابقة.