يشكل الازدحام أثناء السفر أرضا خصبة لانتشار الأمراض المعدية خصوصا في البلدان التي تتصف بالأعداد السكانية الكبيرة، حيث يقل الاهتمام بالنظافة الشخصية. ويوضح ل«عكاظ» اختصاصي الأمراض الجرثومية والمعدية الدكتور حسان الكوى، أن «النساء والأطفال في مختلف الأعمار هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض البسيطة والخطيرة على حد سواء، نظرا لضعف المناعة العامة لديهم»، مستنكرا إعراض البعض عن أخذ اللقاحات اللازمة للسفر، «واعتقادهم أنها ضرورية فقط عند الذهاب إلى الحج في المشاعر المقدسة». ويشير الكوى إلى «وجود استعدادات إجبارية وليست «اختيارية» كما يظنها البعض، وذلك عن طريق التحصن وأخذ التطعيمات ضد الأمراض المعدية أو الوبائية قبل السفر، خصوصا الالتهابات الأساسية كالتهاب النخاع الشوكي والكبد والتهاب الحمى الصفراء، إضافة الى «انفلونزا الخنازير» التي وصفها بأنها موديل العام الجديد». ويضيف «أن السيدات يعانين من فقر الدم نتيجة النزيف الشهري للحيض، لذا فإن المناعة تكون ضعيفة خاصة إذا كانت المرأة حائضا أثناء السفر، وهنا يجب اتخاذ الاحتياطات الطبية، خصوصا أن العلم الحديث أنتج عددا كبيرا من الأدوية لتقوية المناعة الذي ينصح بتناولها قبل فترة كافية من موعد السفر». وينصح بعدم تعرض النساء لتيارات الهواء المختلفة والانتقال بشكل مفاجئ بين الجو الحار والبارد، «فالجسم يجب أن يكون مستعدا لهذا التغيير عن طريق التغذية والنوم، فالإخلال بأحدهما يزيد من ضعف المناعة للجسم بشكل عام والعظام بشكل خاص»، منوها بضرورة كتابة المعلومات الأساسية كفئة الدم وأسماء الأدوية العلمية وليس «التجارية»، لأن الأسماء التجارية تختلف وفقا للشركات والبلدان المصنعة للدواء، أما الاسم العلمي فيكون معروفا عند جميع البلدان، إضافة إلى تدوين أي معلومات مهمة كسيولة الدم أو حساسية اتجاه أنواع معينة من المواد الطبية أو الغذائية. ويلفت إلى أن التهاب البول هو عادة ما تتعرض له النساء أثناء السفر خصوصا الحوامل، «وذلك لعدم ارتيادهن دورات المياه العامة ولجؤوهن إلى حصر البول لحين العودة إلى المسكن»، موضحا أن «ذلك يؤدي إلى ضعف المثانة وارتخاء العضلات، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين أرض خصبة لالتقاط الميكروبات، وجذب أنواع من الفطريات و تكاثرها». ويشير إلى أن المرأة معرضة أيضا لالتقاط الميكروبات عن طريق أدوات التجميل، لا سيما التي تلامس الاظافر أو الجلد بشكل عميق، داعيا المرأة لجلب أدواتها الخاصة، وعدم استخدام أدوات الغير، «وهو الأمر الذي لا توليه أغلب النساء أهمية».