يجنب غسل الأيدي بصفة دائمة التعرض للميكروبات والفيروسات، خصوصا مع بدء العام الدراسي وتزامنه مع فصل الخريف الذي لا تستقر فيه الأحوال الجوية، وتتعاقب فيه درجات الحرارة العالية والمنخفضة في اليوم الواحد. ويركز الأطباء المتخصصون على أهمية غسل الأيدي بالصابون لمدة لا تقل عن عشرين ثانية للوقاية من الميكروبات والفيروسات، وذلك باعتباره من أنجح التدخلات الطبية على مدى التاريخ، مشيرين إلى أن هناك خمسة ملايين من الميكروبات على الأقل على يدي كل إنسان، بحيث تستطيع العديد من فيروسات انفلونزا الخنازير العيش عليها عدة ساعات، بجانب اختباء الملايين منها تحت الخواتم والأساور وساعات اليد. تضاريس اليد وتسمح تضاريس اليد، كما يقول خبير المناعة وعضو الجمعية المصرية للحساسية واستشاري الأطفال الدكتور مجدي بدران، للميكروبات بالاستيطان فيها، موضحا أن الأيدي المبللة تنشر الميكروبات بنسبة تصل إلى ألف ضعف الأيدي الجافة، مؤكدا أهمية غسل اليدين لأن غسلهما يمنع أمراضا خطيرة مثل أمراض الانفلونزا والبرد والالتهاب الكبدي الوبائي والتهاب السحايا والإسهال المعدي والطفيليات المعوية. ويمكن إنقاذ مليون طفل من الوفاة عالميا سنويا كما يذكر بدران عبر غسل اليدين بالصابون، لافتا إلى أن الطريقة الصحيحة للنظافة من الميكروبات غسل اليدين باستخدام ماء نظيف دافئ وجار، واستخدام الصابون السائل لمدة 20 ثانية على الأقل. وإذا تعذر ذلك، يمكن المسح الجيد بمناديل معطرة مع مراعاة فرك كامل لسطحى اليدين والصوابع دائريا وما بينهما والأظافر وما تحتهما، ثم شطف اليدين جيدا بالماء. ويشدد خبير المناعة على ضرورة تجفيف اليد بمناديل ورقية تستخدم لمرة واحدة، وغلق الصنابير وفتح باب الحمام باستخدام المنديل الورقية نفسها، مشيرا إلى أن هناك مليارات من الميكروبات في الحمامات، لاسيما على الصنابير ومقابض الأبواب. وينصح بعدم استخدام ماكينات الهواء الجاف لتجفيف الأيدي، لأنها تزيد من تركيز الميكروبات على اليدين وتدفع بها من شخص إلى آخر، وتلوث إلى مسافة مترين. مصافحة الأيدي ويتفق استشاري الصحة العامة الدكتور أحمد عبدالعزيز مع الرأي السابق، ويقول: «للأسف لا يهتم البعض بغسل الأيدي، خصوصا عند تناول الطعام، وهو ما يشكل مصدرا لتكاثر وانتشار الفيروسات والبكتيريا الدقيقة ومن ثم قابلية انتقال العدوى للآخرين. ويشدد على ضرورة التعامل الوقائي مع مرض انفلونزا الخنازير من خلال غسل الأيدي بعد مصافحة أي مريض أو مصاب سواء بالانفلونزا الموسمية أو انفلونزا الخنازير، حيث تحتضن الأيدي الفيروسات أو البكتيريا فيفرك الفرد السليم عينيه أو أنفه فيصاب هو الآخر بالمرض، حيث تجد هذه الفيروسات والبكتيريا البيئة الخصبة داخل الأنف، فتصيب الشخص بالحمى والعطاس وسيلان الأنف، ويدخل المصاب في دورة حضانة المرض والإصابة وهو ما يستدعي العلاج بالمضادات الفيروسية والحيوية. توصيات ويوصي الأطباء المختصون بالعناية الشخصية من خلال غسل اليدين مع التقلبات الجوية، وقبل وخلال وبعد إعداد الطعام وتناوله، وقبل وبعد استخدام الحمام، وبعد العطس واللعب، وتغيير حفاضات الأطفال، ولمس النقود، وسلة القمامة، وقبل وبعد التلامس مع المرضى، وقبل وبعد لمس الجلد أو العين أو الأنف أو الرأس، كذلك غسلهما بعد ارتداء الحذاء وقبل وبعد ارتداء القفازات، وقبل ارتداء العدسات اللاصقة، محذرين من استخدام الفوط المشتركة أو منديل ورقي غير نظيف سبق استخدامه في تجفيف اليدين.