إن كانت القيادة هي استعداد المرء لأن يحمل على كاهله السلبيات التي تنذر المعطيات بمقدمها، بغية تحقيق إيجابيات أكثر زخما، تبقى الحكمة هي الإقدام تحت إشراف العقل للدفاع عن المقدرات، أو عن أي مكتسب شخصي أو جمعي. وعندما تسقط كل فرضيات منطق التآلف في زمن عربي ما،.. وتنحسر مقوماته الرئيسة عن عمدية ذات مآرب تقويضية، تصبح كل عملية تقويمية ضمن منطق آخر يصبح ماعداه ضربا من الفرية والمناكفة الجمعية. كرست الخطوة التوفيقية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز نموذجها الأمثل، أسسا ونظرية وتطبيقية عملية. شكلت شرطا لتاريخ ما يتعين أن يسود، انطلاقا من إنتاج فهم جديد للوشائج والمصير في أدوارها الوظيفية والتوظيفية الماثلة، فضلا عن إنتاج فلسفة سياسية عناوينها التوافق والوفاق والمستخلص المرجو. وإشهار مبدأ أن لا سلطان على مبادئ: رفع الحصار عن القدس .. وحدة لبنان .. عروبة العراق .. دعم اليمن .. وكل حروف الضاد بامتداد الوطن. كرس الملك عبد الله ضمن مهمته، أنسنة التاريخ العربي، وفك طلاسم التشظي المعنوي والحسي، فمنح الوقائع وعلاقاتها السببية منظورا جوهريا في صناعة التاريخ، بحيث غدا التاريخ تاريخا للبشر الواقعيين، لا تاريخا خطابيا، يمنح الأولوية للمشيئة البينية، كما عنى أنسنة التاريخ العربي باعتبار كل حدث تاريخي حدثا بفعل الإنسان العربي، وكل حدث عربي توفيقي حدثا تاريخيا. ولنكاد نسمعه ينطق دون أن يفصح: إن ثمة تاريخا واحدا للمشهد العربي، رغم تنوع مظاهره واختلاف تجلياته، إنه تاريخ قائم على قانون رئيس ناشئ عن فعل الإنسان العربي ذاته لا ناقلا ولا مقتبسا له. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة