القطران الأسود أو الشوب شيء من الماضي، ومازال موجودا في الأسواق الشعبية، إنه مادة سوداء ذات رائحة نفاذة قوية يعرفها كبار السن وخصوصا في جنوب المملكة، يستخلص من نباتات وأعشاب تتوفر بكثرة في وديان تهامة، وللقطران استخدامات كثيرة منها غسيل شعر النساء قبل ظهور «الشامبوهات» ومواد العناية وبالشعر والصبغة، كما تستخدم في طلاء الأكواب المصنوعة من الخشب أو الطين لما لها من رائحة زكية تضفي نكهة على الماء. إلا أن استخدام القطران الأسود بدأت يتلاشى رويدا رويدا مع مرور الزمن ومع ظهور البدائل الحديثة، بل كاد يختفي ولم يعد يبحث عنه إلا القليل ممن يعشقون الماضي ويتمسكون بالعادات والتقاليد القديمة، وهذا ما يقلق الباعة في الأسواق الشعبية حيث ماتزال هناك بقايا لهذا القطران. ومن داخل أحد هذه الأسواق في جدة يقول البائع عبدالله سود (30عاما) ورثت مهنة بيع القطران الأسود من الآباء والأجداد، حيث أشتري الشوب من الأسواق الشعبية، وهو المعروف باسم القطران الأسود الذي كان يستخدم وإلى عهد قريب لتنظيف شعر النساء، قبل ظهور الشامبوهات الحديثة المتداولة هذه الأيام، فهو يعمل على تنظيف الشعر وتلميعه وتقويته ويمنع تساقطه، وكذلك يعالج بعض الأمراض إلى جانب مكافحة الحشرات التي تصيب فروة الرأس مثل القمل والفطريات، ورغم وجود الكثير من الأدوية والمنظفات الحديثة في الأسواق، إلا أن القطران الأسود مازال مطلوبا ولا يوجد إلا في الأسواق الشعبية ومن الصعوبة الحصول عليه، ويقبل على شرائه النساء كبيرات السن اللاتي يقدرن قيمته، كما له استخدامات كثيرة في المنزل منها: طلاء الأواني المستخدمة في شرب الماء لما له من رائحة زكية، وكذلك الأواني الخشبية الأخرى، وعن سعر القطران يضيف أن السعر متفاوت على حسب الكمية فيمكن الحصول على مقدار قليل بما يعادل خمسة ريالات، تكفي مستخدمه فترة من الوقت. واختتم عبد الله حديثة بالخوف على مادة «الشوب» من الاندثار وقال: لا أخفيك أن عدد الزبائن بدأ ينخفض كثيرا ولم يعد الشباب يتمسك بمثل هذه الأشياءالقديمة، ونخشى أن تنقرض هذه الأشياء الجميلة التي نشتم فيها عبق الماضي وأصالته.