تابعت بفخر مع الكثيرين حفل افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست KAUST) ، وزرت موقعها على الإنترنت، وسمعت وقرأت عنها مما يدهش الباحثين، فلا أظن جامعة غيرها في العالم تضم ما ضمت من أحدث وسائل التقنية في البحث العلمي، ومكتبتها المتميزة ومعاملها الحديثة وحاسبها العملاق (الشاهين) حسب ما ذكرت لي إحدى الزميلات التي أتيحت لها زيارتها. تذكرت عندها الزيارة التي قمت بها إلى معهد أوكيناوا للعلوم والتقنية (أويست OIST)، ضمن الوفد السعودي لحضور برنامج تدريبي عن التعليم الإلكتروني في اليابان، ولم تكن الزيارة ضمن البرنامج، لكن الله قدر أن تظهر انفلونزا الخنازير في جامعة ميو المقرر زيارتها، فأغلقت الجامعة ونظمت لنا زيارة (أويست) بدلا منها. كتب الكثيرون عن (كاوست)، كما أن في موقعها الإلكتروني ما يغني، ولذا فلن أسهب في الحديث عنها، لكنني سأذكر أوجه الشبه والاختلاف مع (أويست)، وما يمكن أن نستفيده من التجربة اليابانية، بقدر ما تسمح به مساحة المقال. بدأت فكرة إنشاء مركز لأبحاث العلوم والتقنية في مدينة أوكيناوا عام 2001 م، وفي عام 2005 تم افتتاح (أويست)، ومن المخطط افتتاح جامعة الدراسات العليا عام 2012 م؛ لتمنح درجة الدكتوراه. يشترك هذان الصرحان في الرؤية، فكلاهما صمم حديثاً ليكون مركزاً عالمياً رائداً في أبحاث العلوم والتقنية، كما يشتركان في لغة الدراسة وهي الإنجليزية، والأساتذة والطلبة من خارج البلاد وداخلها، فنسبة السعوديين من الأساتذة والطلبة في جامعة الملك عبد الله هي 20 في المائة، أما في معهد أوكيناوا فنسبة اليابانيين 50 في المائة، وهذا أمر طبيعي نتيجة تقدم اليابانيين في هذا المجال، كما أن رئيس الجامعة في كلا الصرحين من المبرزين عالمياً، فرئيس معهد أوكيناوا هو البروفيسور سدني برينر وهو حاصل على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب. يضم المركز 21 وحدة بحثية (10 يابانية و11 أجنبية)، تضم 160 باحثاً (منهم 50 باحثاً أجنبياً)، بالإضافة إلى 60 إدارياً لدعم الباحثين، وأعضاء مجلس الإدارة 10 من الباحثين منهم 5 من الحاصلين على جائزة نوبل. كما يشترك المركزان في بعض التخصصات العلمية، ويشجعان الأبحاث في التخصصات المشتركة. بدأ أويست بتمويل حكومي ومن المخطط أن يستقل مادياً مستقبلا بالشراكة مع المصانع والشركات، وهو بذلك مشابه لتمويل كاوست. وكلا المركزين يهدف إلى اقتصاد المعرفة، ويرمي إلى إشراك الشركات والمصانع، لتعاون متبادل يكون مجالا لتسويق ما تنتجه الأبحاث، والأبحاث تجرى بناء على ما تحتاجه المصانع لتحقيق التنمية. أما المباني فكلاهما يتميز بإطلالة جميلة على البحر، وصمما ليكونا صديقين للبيئة، فقد صمم معهد أوكيناوا ليعمل بالاستعانة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح. مما يميز (أويست) اهتمامه بخدمة المجتمع من حيث نشر ثقافة العلوم والتقنية، ففي الصيف يفتح أبوابه لنشاطات طلابية تضم المئات من الطلبة، وتعقد المؤتمرات وورش العمل فيه، ويزور أساتذته، وهم من الباحثين العالميين كما ذكرت، المدارس المتوسطة والثانوية والجامعة في أوكيناوا لإلقاء المحاضرات وتنفيذ ورش العمل، حتى أن رئيس الجامعة يشارك في بعضها. ومع أن كاوست مفخرة لنا كسعوديين، فإننا نأمل كباحثين أن يكون لنا من الطيب نصيب في الاستفادة من المكتبة ومن شاهين ومن معاملها الحديثة. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 135مسافة ثم الرسالة