صديقي.. أن تقف بعيدا متخليا عن عاطفتك «الإيجابية والسلبية» وتتأمل المشهد، وكيف هي الأمور تدور فينا، يجعل التناقضات تبدو أكثر وضوحا، صحيح أنه لا يوجد مجتمع ليس لديه تناقضاته، ولكن كلما خفت هذه التناقضات تطور ذاك المجتمع. هذا الأسبوع وقعت على مشهد تركني مدهوشا، يقول المشهد: إن الشرطة ألقت القبض على فتاتين سعوديتين، أبتكرتا وسيلة لابتزاز الرجال، هذه الطريقة المبتكرة كانت عبارة عن زواج مسيار، وبعد أن يتم الزواج، تبدأ إحداهما مباشرة في ابتزاز زوجها، فتهدده بفضحه أمام زوجته وأبنائه، وتطلب مبلغا مقابل سكوتها. شرطة جدة التي باشرت القضية بعد أن تقدم عدد من الشباب بشكوى ضد الفتاتين، أكدت أن الفتاتين درجتا على ابتزاز ضحاياهما بهذه الطريقة وأوقعتا العديد من الضحايا من المتزوجين الذين وقعوا ضحايا لابتزاز الفتاتين، لكن الشرطة وبعد الاستدلال على مكان تواجدهما وأوصافهما من الضحايا ألقت القبض على الفتاتين وأحالتهما إلى التحقيق، وهما الآن تخضعان للتحقيق. أليست هذه القصة مثيرة للدهشة؟ أعني هل الفتاتان هما من ابتكرتا زواج المسيار، أم زواج المسيار تم تقنينه أو تشريعه، وهل من يقوم به لا يخالف القانون؟ ثم الزواج كما عرفته هو «إشهار وإعلان»، فكيف أصبح سرا من الأسرار، أعني من أدخله للسرية، حتى أصبح إشهار الزواج عبارة عن «مجاهرة» أو تهديد بالابتزاز يتم مطاردة أية امرأة تعلن أنها متزوجة من رجل؟ بسؤال أوضح هل زواج المسيار خطيئة إن ابتلي أحد به عليه عدم المجاهرة، وإن جاهر يعتبر ابتزازا يجعل القانون يطارد كل من قام بهذا الأمر ؟ ما أعرفه وما أفهمه أن الابتزاز يعني استغلال صورة لفتاة يتم تهديدها من شاب يريد منها فعل الفاحشة في الخفاء أو مالا وإلا سينشر صورتها، أو فتاة تهدد شخصا كانت تعرفه في الخفاء، فتهدده بفضح علاقتهما إن لم يستجب لطلباتها، لكني لم أستطع فهم هذا النوع من الابتزاز، إلا إن كان زواج المسيار حلالا في الظل خطيئة إن خرجت امرأة لتقول أنا متزوجة. وإلى أن تتضح الصورة لدي دعني أسألك: هل «زواج المسيار» نتاج لوضع ما ؟ أنا أرى أن «المسيار» هو نتيجة لحالة ضبابية وملتبسة تتمثل في سؤال كبير نحاول تجاهله أو الهروب منه مفاده: ما نوع العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع ؟ وعلى ماذا تقوم، وكيف يرى الرجل المرأة، هذا الرجل الذي بيده تشريع القوانين؟ وهل نحن فهمنا حديث «ما اجتمع رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما» بشكل خاطئ ؟ وبدل أن نتعامل معه على أنه تحذير للإنسان بأن عليه ألا يتخلى عن عقله؛ لأنه إن فعل هذا هبط لمرتبة الحيوان، تعاملنا معه على أنه واقع؛ لهذا يحضر الشيطان غرائزنا كلما حضرت المرأة، فلم نستطع الخروج من هذه الدائرة. وبهذه الطريقة أصبحت العلاقات الزوجية أشبه بلقاء بين رجل وامرأة في السرير ثم يمضي كل منهما إلى أصدقائه أو صديقاتها، فابتكرنا فكرة زواج المسيار، لكننا لم نقننه ونقول إنه زواج في الخفاء وأن من يعلن عنه سيعتبر ابتزازا؟.. على فكرة هل قرأت رواية «الغابة النروجية» للياباني «هاروكي موراكامي»، أكثر ما لفت انتباهي مقولة عازفة الموسيقى رايكو: «ما يجعل منا أسوياء هو أن نعرف أننا لسنا أسوياء». التوقيع: صديقك. !!Article.extended.picture_caption!! S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة