بقدر حزننا على واقعة المحاولة الخبيثة لاغتيال الأمير محمد بن نايف وما آلت إليه الأمور في حرب الدولة مع زمرة الخوارج من أهل القاعدة، بقدر فرحتنا بوجود مسؤول بمثل هذه الخلق الرفيع والإنسانية الجمة في وزارة تحرس الأمن والآمنين. كنا كسعوديين لا نعرف عن محمد بن نايف غير أنه رجل الأمن الحازم العصي الذي يذر الرماد في عيون العابثين بأمن البلد ويقتص من القتلة والمجرمين. اليوم فقط عرفنا أننا أمام قامة أمير إنسان، دمث، راق، متسامح، عطوف. في المكالمة التي جرت بين الأمير محمد بن نايف والانتحاري الذي أراد أن يقتل فقتل، لا تستطيع أن تلمس في كلمات الأمير، إلا ترحيبا بابن عائد من ضلالة، وفرحة برجوع مغترب من غربة موحشة، وتشجيع من أخ حان لإخيه بالرفق على نفسه وأهله وذويه، وعطف كبير على امرأة وأطفالها يعيشون في دائرة الموت. كان الأمير يستخدم عبارة «وأنا أخوك» طوال محادثته مع المطلوب الأمني، ويردد كلمة «الشر» و«الأشرار» بحنكة المسؤول مبتعدا عن عبارات التخويف والتخوين وغيرها. وكان يصر غير مرة على السؤال عن زوجة شقيقه سعيد وأطفاله، في لفتة حانية على الضعفاء، وأكدها في قوله «لو يخيروني هالحين بينكم كلكم وإلا هم كان قلت اقعدوا وخلوها تجي». لم يكذب الأمير ولم يستدرج المطلوب كما من المفترض أن يفعل من في مكانه، كان غايه في الصراحة والوضوح مع المطلوب المنتحر، حتى إن المنتحر عبر عن إعجابه ومن معه بوضوحهم، وبلغت قمة الوضوح عند الأمير حينما أكد في ثنايا الحديث أنه لا يستطيع أن يعطي وعدا بالتنازل عن الحق الخاص. طوبى للأمير محمد بن نايف على هذه الأريحية والتعامل الإنساني الرفيع. المنتحر نفسه عبر عن استغرابه تجاه هذا التعامل، فما كان من الأمير إلا أن رد عليه «ليه أنتم عيالنا ليش مستغربين هالتعامل». ذهب المنتحر بجرمه وانتثرت أشلاؤه في حضرة من فتح له قلبه ومنزله، وفشل القاعديون في مخططهم لاستهداف رمز وطني ولن تقوم لهم قائمة، وبقي الأمير محمد بن نايف شامخا كوجه الوطن بعد أن أنجاه الله، لنعرف أن لنا أميرا يعتلي في مواقفه هرم القلوب، ولو كره الحاقدون والمرجفون، وليخسأ الخونة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز246 مسافة ثم الرسالة