تشهد عدد من المدن السعودية مهرجانات منظمة لتسويق التمور، فقبل شهر رمضان أقيم في بريدة مهرجان كبير للتمور، وكذلك مهرجان آخر في عنيزة وفي مدينة الرياض العاصمة يقام في الأسبوع الثاني من شهر رمضان مهرجان للتمور. وقد تكون هناك مهرجانات في مدن أخرى لم تتح لي الفرصة لمعرفتها. ولا شك أن هذه المهرجانات فرصة للمنتجين لتسويق منتجاتهم مستفيدين من هذا الشهر المبارك الذي يمثل فيه التمر جزءا رئيسيا لا غنى عنه. ومن يزر أو يقرأ عن هذه المهرجانات سيفاجأ بحجم المبيعات الداخلية وأساليب التسويق المبتكرة التي استخدمها المنظمون لضمان نجاح هذه الأسواق. والحقيقة أن هذه الأسواق تسوق لمادة غذائية جيدة كانت قديما هي المصدر الرئيسي للغذاء ثم بدأت تتراجع نتيجة دخول مواد صناعية بديلة في وجباتنا لم تكن أفضل منها صحيا ولا غذائيا، ولهذا فإن تسويق التمور قد يساهم في رفع المستوى الصحي للأفراد بما يحويه من مصادر غذائية متكاملة. ومع تقديري لجهد اللجان المنظمة لتلك الأسواق وجهد الدولة في توزيع التمور على عدد من فقراء الدول الإسلامية إلا أنه من المفيد اقتصاديا التفكير في إقامة أسواق للتمور في بعض الدول الأجنبية، خاصة مع موجة الغلاء الشديد التي تجتاح العالم، ففي فنلندا على سبيل المثال وجدت سعر كيلو التمر الواحد من النوع المتوسط 20 يورو أي ما يعادل 113 ريالا، وإقامة أسواق للتمور في الخارج تتطلب تعاونا بين منظمي مهرجانات التمور في السعودية أو عن طريق مجلس الغرف التجارية السعودية أو عن طريق الشركات الزراعية الكبيرة. ولو كان التمر منتجا في إحدى الدول الأوروبية أو الأمريكية، بكمياته الكبيرة التي ينتج بها في بلادنا لرأيت صناعات غذائية عديدة مشتقة منه، ولابتكرت وجبات غذائية مميزة ومشروبات صحية لذيذة ولتم إدخاله في مكونات الكثير من المنتجات الغذائية، كما هو حاصل مع الفول السوداني في أمريكا أو الشاي الأخضر في اليابان على سبيل المثال والتمر يفوق هذه المنتجات قيمة غذائية. وكنت في مقالات سابقة قد دعوت إلى اهتمام أكبر بهذا المنتج الوطني الثمين، منها الدعوة إلى إجراء أبحاث عن فعالية أنواع خاصة من التمور في تغذية بعض المرضى كمرض السكري، الذي أثبتت تجارب بعض الأشخاص عدم ارتفاع نسبة السكر في الدم عند تناول تلك الأنواع، كذلك إجراء دراسات حول جدوى إنتاج وقود حيوي من مخلفات النخيل كما في الجزائر.كذلك دعوت إلى افتتاح جامعة للنخيل، في منطقة القصيم أو الأحساء لاشتهارها بكثرة أشجار النخيل. تحية تقدير لمنظمي مهرجان التمور في مدننا المختلفة، فما يقومون به عمل كبير ليس لتسويق التمور فحسب ولكنه محافظة على جزء مهم من تراثنا الغذائي، خاصة مع انصراف الكثير من أبنائنا عن تناوله إلى تناول أغذية مصنعة تحوي سكريات مكررة تحمل معها السمنة والأمراض المزمنة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 135مسافة ثم الرسالة